والفئة الباغية : الخارجة عن طاعة الإمام من البغي الذي هو مجاوزة الحد ، ومنه حديث عمّار : تقتله الفئة الباغية ، وفيه : «إيّاك أن يسمع منك كلمة البغي» أي ظلم وفساد (١).
وقال الزمخشري في الأساس : بغى علينا فلان : أي خرج علينا طالباً أذانا وظلمنا (٢).
وفي الكشاف : البغي عبارة عن طلب التطاول بالظلم (٣).
وقال الراغب : البغي على قسمين ، أحدهما محمود وهو تجاوز العدل إلى الإحسان والفرض إلى التطوّع ، والثاني مذموم وهو تجاوز الحقّ إلى الباطل ، ومنه بغى إذا ظلم واعتدى وتكبّر ، وذلك لتجاوزه منزلته إلى ماليس له ، ويستعمل ذلك في أيّ أمر كان ، فالبغي في أكثر المواضع مذموم. ومن هنا أخذ صلى الله عليه واله يدعو الله ، ويسأل منه النصرة على من يبغي عليه (٤).
قوله عليه السلام : «وأرني فيه ثأرتي» الرؤية : النظر بالعين والقلب. قاله ابن منظور.
وقال ابن سيده : الرؤية : معانية العين للشيء (٥).
وقال الراغب : وقد تستعمل الرؤية بمعنى العلم والظن فيتعدّىٰ إلى مفعولين وتقول : رأيته عالماً وقد يعدّى إلى مفعول واحد ويأتي لمعان.
الأوّل : بالحاسّة : وتقول رأيت زيداً أي أبصرته ، لأنّ أفعال الحواس إنّما تتعدّى إلى واحد كقوله تعالى : «وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى
__________________
١ ـ مجمع البحرين : ج ١ ، ص ٥٥.
٢ ـ اساس البلاغة : ص ٢٧.
٣ ـ الكشاف : ج ٢ ، ص ٦٢٩.
٤ ـ المفردات : ص ٥٥ ـ ٥٦.
٥ ـ لسان العرب : ج ١٤ ، ص ٢٩١.