اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ» (١) وكقوله سبحانه وتعالى : «لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ * ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ» (٢).
الثاني : بالوهم والتخيّل : كقوله تعالى : «وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ» (٣) أي ولو رأيت وشاهدت في معركة البدر كيف كان الكافر يتوهّم ويتخيّل بأنّ الملائكة يقتلونهم.
وفي الحديث : إن رجلاً قال للنبيّ صلى الله عليه واله إني حملت على رجل من المشركين فذهبت لأضربه فبدر رأسه ، فقال صلى الله عليه واله : سبقك إليه الملائكة (٤).
الثالث : بالتفكّر : كقوله تعالى : «إِنِّي أَرَىٰ مَا لَا تَرَوْنَ» (٥) أي أنّ الشيطان لمّا رأى جنود الملائكة بحيث يرونه عاد ما خيّل إليهم ، أنّه مجبرهم سبب هلاكهم.
الرابع : بالعقل : كقوله تعالى : «مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ» (٦) أي ما كذّب فؤاد محمد صلى الله عليه واله ما رآه ببصره من صورة جبرئيل عليه السلام ، وقوله : «وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ * عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ» (٧).
أي ولقد رأى النبيّ صلى الله عليه واله جبرئيل نزلة اُخرى ، أي مرّة اُخرى عند سدرة المنتهى.
قوله عليه السلام : «ثأري» الثأر : الذحل ، أي الطلب بالدم ، والجمع أثآر.
وقيل : الثأر قاتل حميمك ، والإسم الثؤرة. قاله إبن منظور (٨).
__________________
١ ـ الزمر : ٦٠.
٢ ـ التكاثر : ٦ ـ ٧.
٣ ـ الأنفال : ٥٠.
٤ ـ مجمع البيان : ج ٣ و ٤ ، ص ٥٥.
٥ ـ الأنفال : ٤٨.
٦ ـ النجم : ١١.
٧ ـ النجم : ١٣ ـ ١٤.
٨ ـ لسان العرب : ج ٤ ، ص ٩٧.