|
لا يقوم لغضبه إذا تُعرّض الحقّ شيء حتى ينتصر له [لا تغضبه الدنيا وما كان لها] فإذا تعوطي الحقّ لم يعرفه أحد ، ولم يقم لغضبه شيء ، حتّى ينتصر له. |
قوله عليه السلام : «لا يقوم لغضبه إذا تُعرّض الحقّ شيء حتّى ينتصر له [لا تغضبه الدنيا وما كان لها]» الغضب هيجان النفس لإرادة ، الإنتقام ، والغضب في الإنسان عبارة. عن ثوران النفس وحركة قوّتها الإنتقاميّة عن تصوّر المؤذى لإرادة مقاومته.
لقد كان رسول الله صلى الله عليه واله في فضيلة الحلم والعفو عن المسيء نموذجاً رائعاً كسائر أخلاقه ، ومعاملاته فهو صلى الله عليه واله لا يعرف الغضب إلّا حين تنتهك الحق حرمته ، فحينئذٍ لا يقوم لغضبه شيء حتّى يهدم الباطل ويزهقه ، أما سوى ذلك فإنه أنأى الناس عن الغضب فهو أحلم إنسان عن المسيء إلى الرسول الله صلى الله عليه واله ذاته ، أو منافق يتظاهر بغير ما يبطن ، ونحو ذلك.
قوله عليه السلام : «فإذا تعوطي الحق لم يعرفه أحد» أي أنّه صلى الله عليه واله كان من أحسن الناس خلقاً مع أصحابه ، مالم يرحقّاً يتعرض بإهمال أو إبطال أو إفساد ، فإذا رأى ذلك تشمّر وتغيّر حتّى أنكره من عرفه ، كلّ ذلك لنصرة الحق.
قوله عليه السلام : «ولم يقم لغضبه شيء ، حتّى ينتصر له» هذه زوجة رسول الله صلى الله عليه واله عائشة تتحدّث لنا عن عظمة رسول الله صلى الله عليه واله في حلمه وعفوه عمّن أساء إليه حيث قالت : ما ضرب رسول الله صلى الله عليه واله شيئاً قط بيده ، ولا إمرأة ، ولا خادماً إلّا أن يجاهد في سبيل الله. وما نيل