|
ولا تؤبه فيه الحرم ، ولا تنثى فلتاته ، متعادلين يتفاضلون فيه بالتقوى ، وصاروا عنده في الحق متقاربين ، متواضعين يوقّرون فيه الكبير ، ويرحمون فيه الصغير ، ويؤثرون ذا الحاجة. ويرحمون الغريب. |
قوله عليه السلام : «ولا تؤبه فيه الحرم» أي كان مجلسه يصان عن رفث القول ، فلا ترمى بسوء ، ولا تعاب ولا يذكر منها القبيح ، وممّا لا ينبغي وممّا يستحى منه.
وقال الجزري : أبنت الرجل : إذا رميته بخلّة سوء فهو مأبون.
ومنه حديث أبي درداء : إن نؤبّن بما ليس فينا فربّما زكّينا بما ليس فينا (١)
قوله عليه السلام : «ولا تنثى فلتاته» نثوت الحديث فأنا أنثوه : إذا أذعته.
والفلتات : جمع فلتة ، أي الزلّة والهفوة والسقطة ، والمعنى لم يكن لمجلسه صلى الله عليه واله سقطات وزلّات حتّى تشاع وتذاع وتتحدّث بها ، فكان مجلسه صلى الله عليه واله يصان عن رفث القول فلا ترمى بسوء ولا تعاب ولا يذكر منها القبيح ، وممّا لا ينبغي.
وقيل : معناه إن كانت في مجلسه من بعض القوم زلّة أوسقطة أو هفوة لا يتحدّث بها.
قوله عليه السلام : «متعادلين يتفاضلون فيه بالتقوى ، وصاروا عنده في الحقّ متقاربين ، متواضعين» أي إنّ من حسن سيرته صلى الله عليه واله وسموّ أخلاقه
__________________
١ ـ النهاية لإبن الأثير : ج ١ ، ص ١٧.