|
كان رسول الله صلى الله عليه واله فخماً مفخّماً ، يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر ، أطول من المربوع ، وأقصر من المشذّب ، عظيم الهامّٰة. |
قوله عليه السلام : «كان رسول الله صلى الله عليه واله ، فخما مفخّماً» أي عظيماً معظّماً في الصدور والعيون ، ولم تكن خلقته في جسمه الضخامة ، وكثرة اللحم قاله الطريحي (١).
وقيل : الفخامة في وجهه : نبله وامتلاؤه مع الجمال والمهابة (٢).
لقد خلق الله سبحانه وتعالى أجساد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام سليمة من العيب حتّى صلحت لحلول الأنفس الكاملة وهم في ذلك متفاوتون ، ونبيّنا محمد المصطفى صلى الله عليه واله أصح الأنبياء مزاجاً وأكملهم جسداً وأحسنهم صوتاً مع العلم بأن صفاته صلى الله عليه واله لا تدرك حقائقها.
وهذا انس بن مالك يحدّث لنا ويقول : ما بعث الله نبيّاً إلّا حسن الوجه ، حسن الصوت ، وكان نبيّنا صلى الله عليه واله أحسنهم وجهاً وصوتاً (٣).
قوله عليه السلام : «يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر» أي من كثرة نور وجهه وحسن جماله ، ونعم ما قيل فيه :
بلغ العالى بكماله |
|
كشف الدجى بجماله |
حسنت جميع خصاله |
|
صلوا عليه وآله |
وعن أبي هريرة : ما رأيت شيئاً أحسن من رسول الله صلى الله عليه واله كأنّ الشمس تجرى في جبهته (٤).
__________________
١ ـ مجمع البحرين : ج ٦ ، ص ١٣٠.
٢ ـ النهاية لإبن الأثير : ج ٣ ، ص ٤١٩.
٣ ـ السيرة الحلبيّة : ج ٣ ، ص ٣٣٢.
٤ ـ مسند أحمد : ج ٢ ، ص ٣٥٠.