|
وإذا أغضب وأشاح ، وإذا فرح غضّ طرفه ، جلّ ضحكه التبسّم ويفتر عن مثل حبّ الغمام |
قوله عليه السلام : «وإذا أغضب أعرض وأشاح» أي عدل بوجهه.
وقال الجوهري : أشاح بوجهه : أي أعرض (١).
وفي الحديث : كان النبيّ صلى الله عليه واله إذا غضب إحمّر وجهه (٢).
وعن ابن عمر : قال : كان رسول الله صلى الله عليه واله يعرف رضاه وغضبه في وجهه ، كان إذا رضي فكأنّما تلاحك الجدر وجهه ، وإذا غضب خسف لونه واسودّ (٣).
وقال : أبو سعيد الخدري : كان رسول الله صلى الله عليه واله أشدّ حياءً من العذراء في خِدرها ، وكان إذا كره شيئاً عرفناه في وجهه (٤).
قوله عليه السلام : «وإذا فرح غض طرفه» أي كسره وأطراف ، ولم يفتح عينيه ، وإنّما كان يفعل ذلك ليكون أبعد من الأشر والمرح قاله الطريحي (٥).
وفي الحديث : عن كعب بن مالك ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه واله إذا سرّ إستنار وجهه حتّى كأنه قطعة قمر ، وكنّا نعرف ذلك منه (٦).
ونحوه عنه في حديث آخر : إذا سرّه الأمر إستنار وجهه كأنّه
__________________
١ ـ الصحاح في اللّغة : ج ١ ، ص ٣٧٩.
٢ ـ مكارم الأخلاق : ج ١ ، ص ٥٤ ، ح ٣٢ / ٤.
٣ ـ مكارم الأخلاق : ج ٢ ، ص ٥٤ ، ح ٣٣ / ٥.
٤ ـ صحيح مسلم : ج ٤ ، ص ١٨٠٩ ـ ١٨١٠ ، ح ٦٧ / ٢٣٢٠ ، وفتح الباري : ج ٦ ، ص ٥٦٦ ، ح ٣٥٦٢ و ٣٥٦٣.
٥ ـ مجمع البحرين : ج ٤ ، ص ٢١٩ ، والنهاية لإبن الأثير : ج ٣ ، ص ٣٧١.
٦ ـ فتح الباري : ج ٦ ، ص ٥٦٥ ، ح ٣٥٥٦.