|
قد وسّع الناس منه بسطه وخلقه ، فصار لهم أباً ، وصاروا عنده في الحقّ سواء ، مجلسه مجلس حلم وحياء ، وصبر وأمانة ، ولا ترفع فيه الأصوات. |
قوله عليه السلام : «قد وسع الناس منه بسطة وخلقه ، فصار لهم أباً ، وصاروا عنده في الحق سواء» لقد كان رسول الله صلى الله عليه واله يتعامل مع جميع الناس بعاطفة أبويّة حانية تتفجّر حبّاً فيّاضاً وحناناً غامراً ، ومن هنا صار لهم أباً ، رحيماً وَدوداً كما كانت علاقة اُمّته به صلى الله عليه واله علاقة أدب وحبّ ووقار وطاعة وإجلال ومهابّة.
وأخرج الصدوق في حديث : قال رسول الله صلى الله عليه واله : أنا وعلي أبوا هذه الاُمّة (١).
قوله عليه السلام : «مجلسه مجلس حلم وحياء ، وصبر وأمانة ، ولا ترفع فيه الأصوات» لقد أدّب الله سبحانه المؤمنين بالسكوت والهدوء والسكينة والوقار عند حضوره صلى الله عليه واله فقال : «إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَىٰ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ» (٢) فمن هنا كانوا لا يرفعون أصواتهم في مجلس رسول الله صلى الله عليه واله.
* * *
__________________
١ ـ معاني الأخبار : ص ٥٢ ، ح ٣.
٢ ـ الحجرات : ٣.