منه قط ، قينتقم لله عزّوجلّ (١).
وفي حديث آخر عنها : قالت : وما انتقم رسول الله صلى الله عليه واله لنفسه إلّا أن تنتهك حرمة الله عزّوجلّ (٢).
وزادت عائشة في حديث آخر : وقالت : فينتقم لله بها (٣).
وقال المحدث النوري الطبرسي : وجاء في الآثار : أن رسول الله صلى الله عليه واله لم ينتقم لنفسه من أحد قط ، بل كان يعفو ويصفح (٤).
وهذا أنس بن مالك يحدّث عن عظمة صبره صلى الله عليه واله وحسن سيرته مع أصحابه ، وعفوه عمّن تجاسر عليه من جذب الرداء جذباً شديداً بحيث أثّر ذلك حاشية الرداء صفحة عنق رسول الله صلى الله عليه واله وإليك نصّ الحديث.
قال أنس بن مالك : إن النبيّ صلى الله عليه واله أدركه أعرابيّ فأخذ بردائه فجبذه جبذة (٥) شديدة حتّى نظرت إلى صفحة عنق رسول الله صلى الله عليه واله وقد أثّرت بها حاشية الرداء من شدّة جبذته ، ثم قال له : يا محمّد مرلي من مال الله الذي عندك ، فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه واله فضحك وأمر له بعطاء (٦).
وقال أنس في حديث آخر : لقد خدمت رسول الله صلى الله عليه واله عشر سنين فوالله ما قال لي : اُفّ قط ، ولا قال الشيء فعلته : لم فعلت كذا ، ولا شيء لم أفعله : ألّا فعلت كذا؟ (٧).
* * *
__________________
١ ـ صحيح مسلم : ج ٤ ، ص ١٨١٤ ، ح ٧٩ / ٢٣٢٨.
٢ ـ صحيح مسلم : ج ٤ ، ص ١٨١٣ ، ح ٧٧ / ٢٣٢٧.
٣ ـ فتح الباري : ج ٦ ، ص ٥٦٦ ، ح ٣٥٦٠.
٤ ـ مستدرك الوسائل : ج ٩ ، ص ٧ ، ح ١٢.
٥ ـ جبذه : أي جذبه.
٦ ـ مكارم الأخلاق ج ١ ، ص ٤٩ ـ ٥٠ ، ونحوه في دلائل النبوّة : ج ١ ، ص ٣١٨.
٧ ـ صحيح مسلم : ج ٤ ، ص ١٨٠٤ ، ح ٥١ / ٢٣٠٩.