ولو في بيته (١).
أي من تجسّس ما ستره الله من الأفعال والأقوال على أخيه يفضحه الله.
وقال الطريحي : وفيه «عورة المؤمن على مؤمن حرام» (٢).
ومعناه ـ على ما ذكره الصادق عليه السلام : أن يزلّ زلة أو يتكلّم بشيء يعاب عليه فيحفظه ليعيره به يوماً.
وفي خبر آخر : هي إذاعة سرّه (٣).
قوله عليه السلام : «وانصرني على من بغىٰ عليّ» النصر : الإعانة يقال : نصره على عدوّه ، أي أعانه ومنه تعالى : «إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا» (٤) فالله سبحانه وتعالى بشّر نبيّه صلى الله عليه واله بالنصر والفتح على من عاداه من قريش وغيرهم بقوله : «إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ» (٥).
و «بغىٰ» البغي : يأتي لمعان ، يقال : بغى بغياً : إذا سعى في الفساد ، وبغى على الناس : إذا ظلم واعتدى ، وبغى عليه : إستطال وتكبّر ، وبغى : أي خرج عن طاعة من تجب طاعته.
قال الجزري : وفي حديث عمّار : «تقتله الفئة الباغية» هي الظالمة الخارجة عن طاعة الإمام. وأصل البغي : مجاوزة الحد (٦).
وقال الطريحي : البغاة : جمع باغ وهم الخارجون على إمام معصوم كما في معركة ـ جمل وصفين ـ سموا بذلك لقوله تعالى : «فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي» (٧) حتّى تفيىء.
__________________
١ ـ الكافي : ج ٢ ، ص ٣٥٤ ، ح ٢.
٢ ـ الكافي : ج ٢ ، ص ٣٥٩ ، ح ٣.
٣ ـ مجمع البحرين : ج ٣ ، ص ٤١٦.
٤ ـ غافر : ٥١.
٥ ـ النصر : ١.
٦ ـ النهاية لإبن الأثير : ج ١ ، ص ١٤٣.
٧ ـ الحجرات : ٩.