وقال اُسامة بن شريك : أتيت النبيّ صلى الله عليه واله وأصحابه حوله كأنّما على رؤوسهم الطير (١).
وعن إبن مسعود : قال : اُتي النبيّ صلى الله عليه واله رجل يكلّمه فأرعد (٢).
فقال : هوّن عليك فلست بملك ، إنّما أنا إبن إمرأة كانت تأكل القد (٣) (٤).
وقال البراء بن عازب : لقد كنت اُريد أن أسال رسول الله صلى الله عليه واله عن أمرً فاُؤخّره سنين من هيبته ، ثم قال : واعلم أنّ حرمة النبيّ صلى الله عليه واله بعد موته وتوقيره وتعظيمه لازم كما كان حال حياته (٥).
قوله عليه السلام : «فإذا سكت تكلّموا ، ولا يتنازعون عنده ، من تكلّم أنصتوا له حتّى يفرغ» لقد كان من تعاليم رسول الله صلى الله عليه واله اُمّته : أن لا يرفعوا أصواتهم فوق صوت النبيّ صلى الله عليه واله ولا يتكلّموا عند محضره الشريف ولا يتنازعون في مجلسه.
فإذا تكلّم شخص أنصتوا له حتّى يفرغ من كلامه ، ومن كان مقدّماً في الحديث فهو أولىٰ من غيره.
* * *
__________________
١ ـ بحار الأنوار : ج ١٧ ، ص ٣٢.
٢ ـ أي من هيبة رسول الله صلى الله عليه واله.
٣ ـ القدّ : جلد السخلة الماعز. والقُدّ : سمك بحري ، الصحاح : ج ٢ ، ص ٥٢٢.
٤ ـ مكارم الأخلاق : ج ١ ، ص ٤٨ ، ح ٧ / ٦.
٥ ـ بحار الأنوار : ج ١٧ ، ص ٣٢.