وقيل : الباء بمعنى «من» أي يجعل وقت العامّة بعد وقت الخاصّة وبدلاً منهم (١).
وقال البيهقي : يريد أنّ العامة كانت لا تصل إليه في منزله ذلك الوقت ، ولكنّه كان يوصل إليها حظها من ذلك الجزء بالخاصّة التي تصل إليه فيوصلها إلى العامّة (٢).
قوله عليه السلام : «ولا يذخره [أو يذخر عنهم شيئاً] وفي رواية : ولا يدخر عنهم شيئاً» قال ابن منظور : دخر الرجل ـ بالفتح ـ تدخر دخوراً فهو داخر : ذلّ وصغر. قال الله تعالى : «وَهُمْ دَاخِرُونَ» (٣) أي وهم صاغرون.
وفي الحديث : الداخر : الذليل المهان (٥).
وقال الطريحي : الداخر : الصاغر الذليل ، قال الله تعالى : «سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ» (٦) أي صاغرين ذليلين (٧).
وقال الجزري : الداخر : الذليل المهان (٨).
ومن مظاهر سموّسيرته صلى الله عليه واله مع اُمّته وحكمته في التعامل معها ، إنّه كان يلاحظ مستويات اُمّته بالنسبة إلى فضلهم في الدين فكانت أساليب عرضه الأفكار ، وإجابات حوائجهم تختلف في البعد والمستوى من شخص لآخر طبقاً للقابليّات الذهنيّة التي يتمتّع بها الأفراد.
ومن هنا نشاهد أنّ الإمام عليه السلام يوضّح لنا موقف النبيّ صلى الله عليه واله بالنسبة إلى اُمّته ويقول : كان من سيرته.
__________________
١ ـ النهاية لإبن الأثير : ج ٣ ، ص ٣٠٣.
٢ ـ دلائل النبوّة : ج ١ ، ص ٢٩٦.
٣ ـ النحل : ٤٨.
٤ ـ لسان العرب : ج ٤ ، ص ٢٧٨ ـ ٢٧٩.
٥ ـ لسان العرب : ج ٤ ، ص ٢٧٨ ـ ٢٧٩.
٦ ـ غافر : ٦٠.
٧ ـ مجمع البحرين : ج ٣ ، ص ٣٠٠.
٨ ـ النهاية لإبن الأثير : ج ٢ ، ص ١٠٧.