قيامه ، وجلوسه ، ونومه ، وإستيفاضه ، ويتأسى برسول الله صلى الله عليه واله حيث كان يستغفر ربّه في كل يوم ماءة مرّه ، كما أخرجه البيهقي في دلائل النبوّة بإسناده : عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : إنّي لأستغفر الله وأتوب إليه في كلّ يوم ماءة مرّة (١).
وفي الكافي : عن أبي عبد الله عليه السلام إنّ رسول الله صلى الله عليه واله كان لا يقوم من مجلس وإن خفّ حتّى يستغفر الله عزّوجلّ خمساً وعشرين مرة (٢).
ومن تتابع حياة رسول الله صلى الله عليه واله يرى بأن له صلى الله عليه واله أدعية كثيرة في حالات متعدّدة كدعائه عند وضع المائدة ، ودعائه عند أكله وشربه ومطعمه ، وبعد الأكل ، ودعائه عند إفطاره وعند منامه وإستيقاضه ، وعند تدهينه وإكتحاله ، وعند ركوبه الدابة ، وعند نزوله منزلاً وغير ذلك من الموارد المستفاد من جميع ذلك أنّه كان صلى الله عليه واله دائم الذكر.
وقيل : للذكر درجات :
الاُولى : أن يكون الذكر باللسان مع غفلة القلب ، وهذا أضعفها ، وإن كان في حدّ ذاته حسناً ، إذ لا يخلو من فائدة لأنّه في هذه الحالة يمنعه من التكلّم باللغو أو الكذب والإفتراء والغيبة ونحو ذلك.
وربّما يقال : بأنّ حركة اللسان بدون توجّه القلب لا أثر له فينبغي تركه ، إذ اللائق بحال الذاكر أن يحضر قلبه أيضاً عند الذكر باللسان.
وقد يجاب عن ذلك : بأنّ اللسان آلة للذكر كالقلب ، فلا يترك أحدهما بترك الآخر ، لأنّ الإنسان يمكنه أن يعبد الله عزّوجلّ بكلّ عضو من أعضاء بدنه.
__________________
١ ـ دلائل النبوّة : ج ١ ، ص ٣٦٥ ، وكنز العمّال : ج ١ ، ص ٤٨٣ ، ح ٢١١٤.
٢ ـ الكافي : ج ٢ ، ص ٥٠٤ ، ح ٤.