(إِنَّ إِلهَكُمْ لَواحِدٌ (٤) رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَرَبُّ الْمَشارِقِ (٥) إِنَّا زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ) (٦)
____________________________________
للتلاوة أو على العكس وإن أجريت كل واحدة منهن على طوائف معينة فهو للدلالة على ترتب الموصوفات فى مراتب الفضل بمعنى أن طوائف الصافات ذوات فضل والزاجرات أفضل والتاليات أبهر فضلا أو على العكس وقيل المراد بالمذكورات نفوس العلماء العمال الصافات أنفسها فى صفوف الجماعات وأقدامها فى الصلوات الزاجرات بالمواعظ والنصائح التاليات آيات الله تعالى الدارسات شرائعه وأحكامه وقيل طوائف الغزاة الصافات أنفسهم فى مواطن الحروب كأنهم بنيان مرصوص أو طوائف قوادهم الصافات لهم فيها الزاجرات الخيل للجهاد سوقا والعدو فى المعارك طردا التاليات آيات الله تعالى وذكره وتسبيحه فى تضاعيف ذلك والكلام فى العطف ودلالته على ترتب الصفات فى الفضل أو ترتب موصوفاتها فيه كالذى سلف وأما الدلالة على الترتب فى الوجود كما فى قوله[يا لهف زبانة للحرث ال * صابح فالغانم فالآيب] فغير ظاهرة فى شىء من الطوائف المذكورة فإنه لو سلم تقدم الصف على الزجر فى الملائكة والغزاة فتأخر التلاوة عن الزجر غير ظاهر وقيل الصافات الطير من قوله تعالى (وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ) والزاجرات كل ما يزجر عن المعاصى والتاليات كل من يتلو كتاب الله تعالى وقيل الزاجرات القوارع القرآنية وقرىء بإدغام التاء فى الصاد والزاى والذال (إِنَّ إِلهَكُمْ لَواحِدٌ) جواب القسم والجملة تحقيق للحق الذى هو التوحيد بما هو المألوف فى كلامهم من التأكيد القسمى وتمهيد لما يعقبه من البرهان الناطق به أعنى قوله تعالى (رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَرَبُّ الْمَشارِقِ) فإن وجودها وانتظامها على هذا النمط البديع من أوضح دلائل وجود الصانع وعلمه وقدرته وأعدل شواهد وحدته كما مر فى قوله تعالى (لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتا) ورب خبر ثان لأن أو خبر مبتدأ محذوف أى مالك السموات والأرض وما بينهما من الموجودات ومربيها ومبلغها إلى كمالاتها والمراد بالمشارق مشارق الشمس وإعادة الرب فيها لغاية ظهور آثار الربوبية فيها وتجددها كل يوم فإنها ثلثمائة وستون مشرقا تشرق كل يوم من مشرق منها وبحسبها تختلف المغارب وتغرب كل يوم فى مغرب منها وأما قوله تعالى (رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ) فهما مشرقا الصيف والشتاء ومغرباهما (إِنَّا زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا) أى القربى منكم (بِزِينَةٍ) عجيبة بديعة (الْكَواكِبِ) بالجر بدل من زبنة على أن المراد بها الاسم أى ما يزن به لا المصدر فإن الكواكب بأنفسها وأوضاع بعضها من بعض زينة وأى زينة وقرىء بالإضافة على أنها بيانية لما أن الزينة مبهمة صادقة على كل ما بزان به فتقع الكواكب بيانا لها ويجوز أن يراد بزينة الكواكب ما زينت هى به وهو ضوؤها وروى عن ابن عباس رضى الله عنهما بزينة الكواكب بضوء الكواكب هذا وأما على تقدير كون الزينة مصدرا فالمعنى على