(لِّأَصْحَابِ الْيَمِينِ (٣٨) ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ (٣٩) وَثُلَّةٌ مِّنَ الْآخِرِينَ (٤٠) وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ (٤١) فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ (٤٢) وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ (٤٣) لَّا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ (٤٤) إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَٰلِكَ مُتْرَفِينَ) (٤٥)
____________________________________
جمع عروب وهي المتحببة إلى زوجها الحسنة التبعل وقرىء عربا بسكون الراء (أتراباً) مستويات في السن بنات ثلاث وثلاثين سنة وكذا ازواجهن واللام في قوله تعالى (لأصحاب اليمين) متعلقة بأنشانا أو جعلنا أو با ترابا كقولك هذا تلاب لهذا أي مساو له في السن وقيل بمحذوف هو صفة لأبكار أي كائنات لأصحاب اليمني أو خبر مبتدأ محذوف أي هن لأصحاب اليمين وقيل خبر لقوله تعالى (ثله من الأولين) (وثلثة من الآخرين) وهو بعيد بل هو خبر مبتدأ محذوف ختمت به قصة أصحاب اليمين أي هم أمة من الأولين وأمة من الآخرين وقد مر الكلام فيهما وعن ابي العالية ومجاهد وعطاء والضحاك ثلة من الأولين أي من سابقي هذه الأمة وثلة من الآخرين من هذه الأمة في آخر الزمان وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما في هذه الآية قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هم جميعا من أمتي (وأصحاب الشمال) شروع في تفصيل أحوالهم التي أشير عند التنويع إلى هولها وفظاعتها بعد تفصيل حسن حال أصحاب اليمين والكلام في قوله تعالى (ما أصحاب الشمال) عين ما فصل في نظيره وكذا في قوله تعالى (في سموم وحميم) والسموم حر نار ينفذ في المسام والحميم الماء المتناهي في الحرارة (وظل من يحموم) من دخان أسود بهيم (لابارد) كسائر الظلال (ولا كريم) فيه خير ما في الجملة سمى ذلك ظلا ثم نفى عنه وصفاه البرد والكرم الذي عبر به عن دفع أذى الحر لتحقيق أنه ليس بظل وقرىء لا بارد ولا كريم بالرفع أي لاهو بارد ولا كريم وقوله تعالى (إنهم كانو قبل ذلك مترفين) تعليل لابتلائهم بما ذكر من العذاب أي أنهم كانوا قبل ما ذكر من سوء العذاب في الدنيا منعمين بأنواع النعم من المأكل والمشارب والمساكن الطيبة والمقامات الكريمة منهمكين في الشهوات فلا جرم عذبوا