(وَآتَيْناهُمَا الْكِتابَ الْمُسْتَبِينَ (١١٧) وَهَدَيْناهُمَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ (١١٨) وَتَرَكْنا عَلَيْهِما فِي الْآخِرِينَ (١١٩) سَلامٌ عَلى مُوسى وَهارُونَ (١٢٠) إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (١٢١) إِنَّهُما مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (١٢٢) وَإِنَّ إِلْياسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (١٢٣) إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَلا تَتَّقُونَ (١٢٤) أَتَدْعُونَ بَعْلاً وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخالِقِينَ) (١٢٥)
____________________________________
سوء العذاب وهذه التنجية وإن كانت بحسب الوجود مقارنة لما ذكر من النصر والغلبة لكنها لما كانت بحسب المفهوم عبارة عن التخليص من المكروه بدىء بها ثم بالنصر الذى يتحقق مدلوله بمحض تنجية المنصور من عدوه من غير تغليبه عليه ثم بالغلبة لتوفية مقام الامتنان حقه بإظهار أن كل مرتبة من هذه المراتب الثلاث نعمة جليلة على حيالها (وَآتَيْناهُمَا) بعد ذلك (الْكِتابَ الْمُسْتَبِينَ) أى البليغ فى البيان والتفصيل وهو التوراة (وَهَدَيْناهُمَا) بذلك (الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) الموصل إلى الحق والصواب بما فيه من تفاصيل الشرائع وتفاريع الأحكام (وَتَرَكْنا عَلَيْهِما فِي الْآخِرِينَ) (سَلامٌ عَلى مُوسى وَهارُونَ) أى أبقينا فيما بين الأمم الآخرين هذا الذكر الجميل والثناء الجزيل (إِنَّا كَذلِكَ) الجزاء الكامل (نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) الذين هما من جملتهم لا جزاء قاصرا عنه (إِنَّهُما مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ) سبق بيانه (وَإِنَّ إِلْياسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ) هو إلياس بن ياسين من سبط هرون أخى موسى عليهمالسلام بعث بعده وقيل إدريس لأنه قرىء مكانه إدريس وإدراس وقرىء إبليس وقرىء إلياس بحذف الهمزة (إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَلا تَتَّقُونَ) أى عذاب الله تعالى (أَتَدْعُونَ بَعْلاً) أتعبدونه وتطلبون الخير منه وهو اسم صنم كان لأهل بك من الشأم وهو البلد المعروف اليوم ببعلبك قيل كان من ذهب طوله عشرون ذراعا وله أربعة أوجه فتنوا به وعظموه حتى أخدموه أربعمائة سادن وجعلوهم أنبياء فكان الشيطان يدخل جوفه ويتكلم بشريعة الضلالة والسدنة يحفظونها ويعلمونها الناس وقيل البعل الرب بلغة اليمن أى أتعبدون بعض البعول (وَتَذَرُونَ