الْأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ) قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إذا أمر بالنخل أن يزكّى ، يجيء قوم بألوان من ثمر وهو من أردى التمر يؤدونه من زكاتهم تمرا يقال له الجعرور والمعافارة قليلة اللحي عظيمة النوى ، وكان بعضهم يجيء بها عن التمر الجيّد ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : لا تخرصوا هاتين التمرتين ولا تجيئوا منها بشيء ، وفي ذلك نزل (وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ) والإغماض أن تأخذ هاتين التمرتين (١).
وروى زرارة عن أبي جعفر (محمد الباقر) عليهالسلام في قول الله : (وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ) قال : كانت بقايا في أموال الناس أصابوها من الربا ومن المكاسب الخبيثة قبل ذلك ، فكان أحدهم يتيممها فينفقها ويتصدق بها ، فنهاهم الله عن ذلك (٢).
وعنه أيضا : إن الصدقة لا تصلح إلا من كسب طيب (٣). ولعل هذا من باب الاستيحاء.
* * *
القرآن يخطط للإنفاق : النوعية والمورد والكيفية
وهذه جولة جديدة في تفاصيل المفهوم الإسلامي للإنفاق من حيث نوعية المال الذي ينفقه الإنسان ، والأشخاص الذين يستحقون ذلك ومن حيث جانب السرّ والعلانية في الإنفاق. فإن الحديث في مثل هذه الأمور يوحي بالخط المستقيم الذي ينبغي للمؤمن أن يسير عليه من أجل أن يكون
__________________
(١) الكافي ، ج : ٤ ، ص : ٤٨ ، رواية : ٩.
(٢) البحار ، م : ٣٤ ، ج : ٩٣ ، ص : ١٠٧ ، باب : ١٨ ، رواية : ١٠.
(٣) م. ن. م : ٣٤ ، ج : ٩٣ ، ص : ١٠٧ ، باب : ١٨ ، رواية : ١١.