لإنسان واحد ، ثم لا يعود.
إن الإسلام أراد للإنسان أن يعيش حسّ العطاء في نوعيه ، بعيدا عن التفكير المادي ، لتعيش العلاقات الإنسانية في نطاق البعد الروحي ، كما تعيش حركتها في نطاق البعد المادي. وهذا ما لا يتحقق في المعاملات الربويّة التي تخلق في داخل نفس المقرض شعورا بالجشع والاستغلال والفرح بآلام الآخرين ومشاكلهم والعمل على زيادة الأزمات المادية والمعنوية التي تساعد في شدة حاجتهم إليه ... أما المقترض ، فإنه يشعر بالحقد إزاء المرابي من خلال المشاكل التي يخلقها الربا في حياته ، ويتنامى هذا الحقد حتى يتحوّل إلى عقدة نفسية ضاغطة ، كما يعيش الإحساس بالقهر والحرمان والجدب العاطفي أمام الناس الذين لا يتعاطفون معه ، بل يعملون على زيادة آلامه ومشاكله ، مما يجعله واقعا تحت ضغط الشعور بالغربة والوحدة الروحية في الحياة.
* * *
الربا في سلبياته الاقتصادية
أما الجانب الاقتصادي في الموضوع فيتمثل في عدّة نقاط سلبية :
١ ـ إن الزيادة التي يأخذها المرابي هي في مقابل لا شيء ، لأن المفروض في ربا البيع ، التماثل في النوع وفي الكم ، فلا يحقق التبادل منفعة لكل منهما زائدة على ما يملكه من منفعة سلعته ، لتكون الزيادة في مقابل تلك الخاصة الزائدة على ما يدفعه للآخر. أما ربا القرض ، فكذلك ، في ما عدا الأجل ـ وسنرى في ما يأتي أن الأجل لا يصلح أن يكون أساسا للزيادة