في القرض ـ فإذا كان الأمر على هذا الشكل ، فإن الزيادة تكون أكلا للمال بالباطل ، لأنه مال يكسبه من دون أن يقدم في مقابله عملا أو خدمة أو إنتاجا.
٢ ـ إن الربا يؤدي إلى زيادة فقر الفئات المستضعفة ، وتضخّم ثروات الفئات الغنية التي تملك رؤوس الأموال ، لأن الفقير ينطلق في استقراضه من موقع حاجته إلى هذا المبلغ ، فإذا انطلق في مجالات العمل ، فإن الحاجة ستتضاعف ، بينما يواجه العامل عبء الزيادة التي يضطر إلى اقتطاعها من أرباحه ليوفّرها للدائن. وهكذا يأخذ الزيادة من حاجاته الأساسية إذا اضطر إلى أن يضغط على تلك الحاجات أو تضيف إلى دينه دينا جديدا وزيادة جديدة إذا لم يستطع أن يقلّص حاجاته إلى المستوى الأدنى. وهكذا ، حتى يسقط في قبضة المرابي حقيرا ضعيفا ، مما يسيء إلى طبيعة العلاقات في المجتمع ويحوّلها إلى ما يشبه الثورة ، إن لم يكن إلى ثورة تأكل الأخضر واليابس ، كما نشاهده في وقتنا المعاصر.
٣ ـ إن الربا عادة ، يؤدي إلى تجمع الثروات المادية في أيدي جماعة من الناس ، وهم أصحاب الأموال الضخمة الذين يستغلون حاجات المجتمع ، فيفرضون لأنفسهم النسب المئوية على رأس المال ، مما يؤدي إلى نموّ رأس المال على حساب حاجة المستضعفين الذين يمثلون الفئة المنتجة في المجتمع. وفي هذا الحال ، يتحول العامل إلى إنسان يكدح لمصلحة الرأسمالي من دون مقابل ، مما يوجب استنزاف الطاقة المنتجة لغير مصلحتها. كما يؤدي بالأغنياء إلى السيطرة على الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للمحافظة على الظروف الموضوعية لحرية الاستغلال ، ولحماية حركة رأس المال في التزايد والتضخم بلا عمل أو جهد ، الأمر الذي يؤدي إلى استضعاف الشعوب من قبل الطغاة والمستكبرين ، ويهيّئ للاستعمار الذي ينهب ثروات المستضعفين ، ويحولهم إلى طاقة استهلاكية لا