لما يحمله في داخله من معاني الضياع الهائل في بيداء الرمال المتحركة أمام الرياح العاصفة في الليل البهيم.
وتقفز لنا من خلال هذه الصورة صورة المرائي الذي ينفق ماله رئاء الناس وصورة الإنسان الذي يتبع ما أنفق منّا وأذى ، إنه يحلم بالنتائج الكبيرة التي تكسبه النجاح والقرب من الله ، لكثرة ما أنفق ، وقيمة ما أعطى ، مما يؤمن له مصيره. إنه سيواجه في نهاية المطاف الصورة المرعبة التي تتمثل له ـ من خلالها ـ أعماله كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف في الوقت الذي لا يملك فيه القيام بأي عمل جديد يقوي فيه موقفه وينقذ به مصيره المحتوم.
(كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ) إنها ليست للرّوعة الفنية يقف الإنسان أمامها خاشعا لروعة الإبداع ، وليست للحفظ ليحصل منها الإنسان على مزيد من البركة ، بل هي للعبرة وللعظة وللتفكير ، من أجل أن يحدد الإنسان على هداها حياته ليسير بها على الخط المستقيم الذي يحبه الله ويرضاه ، فيختار أقرب الوسائل التي توصله إلى النجاح في الدنيا والآخرة ، وذلك هو سبيل المؤمنين في ما يفعلون وفي ما يتركون.
* * *
الإنفاق كحلّ في التخطيط الاقتصادي العام
ربما يطرح سؤال في أجواء الحث القرآني والنبوي على الإنفاق في سبيل الله ، والتشجيع الأخلاقي على الصدقات ، هل هذا هو الحل الإسلامي للمشكلة الاقتصادية بحيث تكون حركة في المسألة الاجتماعية في خط التعاليم الدينية ، أو أن للمسألة وجها آخر؟ والجواب : إن الاقتصاد في حياة