من دون أن يفسحوا المجال للردّ ، أو للحوار ، فيعقّدون الموقف أمام الدعوة للفكر وللحوار ، لأن المسألة تكمن في كونهم لا يبحثون عن الحقيقة ، بل على العكس من ذلك ، يضعون الحواجز أمامها بوسائلهم الخاصة عن سابق عمد وتصميم.
* * *
إثارة الكلمات الحاقدة لإخضاع المسلمين العاملين
وهذا ما ابتلي به الأنبياء في كل تاريخهم. وهذا ما يعيشه المسلمون في مواجهتهم للتحديات الكبيرة من خلال الحرب الإعلامية التي تشنها عليهم أجهزة الكفر والاستكبار في نطاق الحرب النفسية التي تعمل على إسقاط معنوياتهم وهزيمة مواقفهم ، في ما تطلقه عليهم من الكلمات القاسية التي تعمل على الإيحاء للناس بانطباعات سيئة حولهم ، كما في كلمات : «الرجعية ، والخرافة ، والتطرّف ، والقوى الظلامية» ، وما إلى ذلك من الكلمات الحاقدة ، التي لا تستهدف إلّا الإثارة بعيدا عما هو الحقّ والباطل في ذلك. وقد يكون من الضروري أن لا يخضع العاملون في سبيل الله والمؤمنون بالإسلام على خط الالتزام ، للانفعالات السلبية الحاصلة من ذلك ، بل عليهم أن يعملوا على درس عمق الحقّ في خطهم ليصدّقوا به من موقع القناعة ، وليثقوا بأنفسهم من خلال القوّة الداخلية بعيدا عن كل ضعف مما يثيره أمثال هذا المكذب بيوم الدين الذي يقول عن الآيات إنها أساطير الأولين.
* * *
الصدأ يطفو على قلب العاصي المسيء
(كَلَّا) فليست القضية هي ما يثيرونه من كلمات في ما توحيه هذه اللفظة من المعاني الرافضة للإيمان ، باعتبار أنها تمثل خط الصواب (بَلْ رانَ عَلى