أفسد للقلب من الخطيئة ، إن القلب ليواقع الخطيئة ، فما تزال به حتى تغلب عليه ، فيصير أسفله أعلاه وأعلاه أسفله (١). وكما قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إن العبد كلما أذنب حصل في قلبه نكتة سوداء ، حتّى يسودّ قلبه ، والرّين : الصّدأ (٢).
وفي ضوء ذلك ، نفهم أن السلوك العملي السلبي يترك تأثيراته السلبية على منطقة الوعي الفكريّ والروحيّ ، من خلال الضغط الشعوري الخفي الذي تثيره الخطايا ، في خصائصها الخبيثة ، في روح الإنسان ، بحيث يتجه ، في منطلقاته ، إلى أفكار ومشاعر تتناسب مع طبيعتها ، بينما نجد السلوك العملي الإيجابيّ ، يترك تأثيراته الإيجابية بالمستوى نفسه ، ولكن في الاتجاه الآخر. ولعل هذا ما جعل التأكيد القرآنيّ على تلازم الإيمان والعمل الصالح كقاعدة للفلاح ، كما جعل العمل السيئ ملازما للكفر والضلال.
* * *
العمل الطيب يقود إلى الفكر الطيب
وربما كان في ذلك بعض الإيحاء بضرورة اعتبار التربية العملية في أجواء الأفعال الطيبة وسيلة من وسائل الوصول إلى إيمان الشخص ، باعتبار أنّ العمل الطيب يقود إلى الفكر الطيب الذي يلتقي بالإيمان ، كما أنّ العمل الخبيث يقود إلى الفكر الخبيث الذي يلتقي بالكفر والضلال.
__________________
(١) المجلسي ، محمد باقر ، الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت ـ لبنان ، ط : ١ ، ١٤١٢ ه ـ ١٩٩٢ م ، م : ٢٤ ، ج : ٦٧ ، ص : ٣٥ ـ ٣٦ ، باب : ٤٤ ، رواية : ٢٢.
(٢) (م. ن) ، م : ٢٥ ، ج : ٧٠ ، ص : ٤٠٥ ، باب : ١٣٧ ، رواية : ١٧.