الرسول الأمين ، فكن منّي على حذر ، واعلم أن دنياك مؤديتك إليَّ وأنّي آخذك بعلمي ، فكن ذليل النفس عند ذكري ، خاشع القلب حين تذكرني ، يقظان عند نوم الغافلين.
يا عيسى ، هذه نصيحتي إياك ، وموعظتي لك ، فخذها منّي ، فإنّي رب العالمين.
يا عيسى ، إذا صبرعبدي في جنبي ، كان ثواب عمله عليّ ، وكنت عنده حين يدعوني ، وكفى بي منتقماً ممن عصاني ، أين يهرب مني الظالمون!
يا عيسى ، أطب الكلام ، وكن حيث ما كنت عالماً.
يا عيسى ، وافض الحسنات إليَّ حتى يكون لك ذكرها عندي ، وتمسك بوصيتي فإنها شفاء للصدور.
يا عيسى ، لا تأمن إذا مكرت مكري.
يا عيسى ، حاسب نفسك بالرجوع إليَّ حتى تتنجّز [ ثواب ] (١) ما عمله العاملون ، أولئك يؤتون أجرهم وأنا خير المؤتين.
يا عيسى ، أَحبكم إليّ ، أطوعكم لي ، وأشدكم خوفاً مني (٢).
يا عيسى ، تيقّظ ولا تأيس من روحي ، وسبّحني بطيب الكلام وقدّسني (٣).
يا عيسى ، كيف يكفر العباد بي!؟ ونواصيهم بيدي ، وفي قبضتي ، وتقلّبهم في الأرض بعلمي ، يجهلون نعمتي ، ويتولون عدوي ، كذلك يهلك الكافرون.
يا عيسى ، الدنيا سجن ضيق نتن الريح ، وحسن فيها ما قد ترى [ مما ] (٤) يتذابح عليه الجبارون ، فإياك والدنيا ، فكل نعيمها يزول ، وما نعيمها الا قليل.
يا عيسى ، ابغني عند وسادك تجدني ، وادعني وأنت لي محب فإني أسمع السامعين ، أستجيب للداعين إذا دعوني.
يا عيسى ، خفني ، وخَوِّف بي عبادي ، [ لعل ] (٥) المذنبين أن يتوبوا عمّا هم عاملون به ، فلا يهلكون إلا وهم يعلمون.
__________________
١ ـ أثبتناه من الكافي.
٢ ـ في الأصل وتنبيه الخواطر : لي ، وما أثبتناه من الكافي.
٣ ـ في الكافي وتنبيه الخواطر : وسبّحني مع من يسبَحني وبطيب الكلام فقدسني.
٤ ، ٥ ـ أثبتناه من الكافي.