يا عيسى ، ارهبني رهبتك من السبع والكلب والموت الذي أنت لاقيه ، فكل هذا أنا خلقته ، فإياي فارهبون.
يا عيسى ، إن الملك لي وبيدي ، وأنا الملك ، فإن تطعني أدخلك جنتي في جوار الصالحين.
يا عيسى ، إني إذا غضبت عليك لم ينفعك رضى من رضي عنك وإن رضيت عنك لم يضرّك غضب المغضبين (١).
يا عيسى ، اذكرني في نفسك ، أذكرك في نفسي ، واذكرني في ملئك ، أذكر كفي ملأ خير من الآدميين.
يا عيسى ، ادعني دعاء الغريق الحزين ، ليس له مغيث.
يا عيسى ، لا تحلف بي كاذباً ، فيهتز عرشي غضباً ، الدنيا قصيرة العمر ، طويلة الأمل ، وعندي دار خير مما تجمعون.
يا عيسى ، كيف أنتم صانعون إذا أخرجت لكم كتابا ينطق بالحق ، وأنتم تشهدون بسرائر قد كتمتوها ، وأعمال كنتم بها عاملين!
يا عيسى ، قل لظلمة بني إسرائيل : غسلتم وجوهكم ، ودنستم قلوبكم ، أبي تغترون! أم عليّ تجترون! تتطيّبون بالطيب لأهل الدنيا ، وأجوافكم عندي بمنزلة الجيفالمنتنة ، كأنكم أقوام ميتون.
يا عيسى ، قل لهم : قلموا أظفاركم من كسب الحرام ، وأصِمّوا أسماعكم عن ذكر الخنا ، وأقبلوا عليَّ بقلوبكم ، فإني لست اُريد صوركم.
يا عيسى ، افرح بالحسنة فإنّها لي رضا ، وابك على السيئة فإنها شين ، وما لاتحب أن يصنع بك ، فلا تصنعه بغيرك ، وإن لطم خدك الأيمن فاعطه الأيسر ، وتقرب إلي بالمودة جهدك ، وأعرض عن الجاهلين.
يا عيسى ، ذلَّ لأهل الحسنة ، وشاركهم فيها وكن عليهم شهيداً ، وقل لظلمة بني إسرائيل : الحكمة تبكي منكم فرقاً (٢) ، وأنتم بالضحك تهجرون. أتتكم براءتي أم لديكم أمان من عذابي! أم تعرضون لعقابي! فإني حلفت لأتركنكم مثلاً للغابرين.
ثم اُوصيك يا عيسى بن مريم البكر البتول ، اُوصيك بسيد المرسلين وحبيبي
__________________
١ ـ في الأصل : « يا عيسى إني إن أغضب على المتعصبين » وما اثبتناه من الكافي.
٢ ـ الفرق بالتحريك : الخوف والفزع « النهاية ـ فرق ـ ٣ : ٤٣٨ ».