يا رسول الله : طوبى لمن رآك وآمن بك ، قال : «طوبى لمن رآني وآمن بي ، وطوبى ثم طوبى ثم طوبى لمن آمن بي ولم يرني» قال له رجل : وما طوبى؟ قال : «شجرة في الجنة مسيرتها مائة عام ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها». وروى البخاري ومسلم جميعا عن إسحاق بن راهويه ، عن مغيرة المخزومي عن وهيب عن أبي حازم ، عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول اللهصلىاللهعليهوسلم قال : «إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها» (١) قال : فحدثت به النعمان بن أبي عياش الزرقي ، فقال : حدثني أبو سعيد الخدري عن النبيصلىاللهعليهوسلم قال : «إن في الجنة شجرة يسير الراكب الجواد المضمر السريع مائة عام ما يقطعها»(٢).
وفي صحيح البخاري من حديث يزيد بن زريع عن سعيد ، عن قتادة ، عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم في قول الله تعالى : (وَظِلٍّ مَمْدُودٍ) قال : «في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها» (٣).
وقال الإمام أحمد : حدثنا سريج ، حدثنا فليح عن هلال بن علي ، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة ، اقرءوا إن شئتم (وَظِلٍّ مَمْدُودٍ) (٤) [الواقعة : ٣٠]. أخرجاه في الصحيحين.
وفي لفظ لأحمد (٥) أيضا : حدثنا محمد بن جعفر وحجاج ، قالا : حدثنا شعبة : سمعت أبا الضحاك يحدث عن أبي هريرة عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها سبعين ـ أو مائة سنة ـ هي شجرة الخلد». وقال محمد بن إسحاق عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير ، عن أبيه ، عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت : سمعت رسول اللهصلىاللهعليهوسلم ذكر سدرة المنتهى ، فقال : «يسير في ظل الغصن منها الراكب مائة سنة ـ أو قال ـ يستظل في الفنن (٦) منها مائة راكب ، فيها فراش (٧) الذهب كأن ثمرها القلال» (٨) رواه الترمذي(٩).
وقال إسماعيل بن عياش عن سعيد بن يوسف ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلام الأسود
__________________
(١) أخرجه البخاري في بدء الخلق باب ٨ ، وتفسير سورة ٥٦ ، باب ١ ، ومسلم في الجنة حديث ٧.
(٢) أخرجه البخاري في الرقاق باب ٥١ ، ومسلم في الجنة حديث ٨.
(٣) أخرجه البخاري في بدء الخلق باب ٨ ، وتفسير سورة ٥٦ ، باب ١.
(٤) أخرجه البخاري في بدء الخلق باب ٨ ، وتفسير سورة ٥٦ ، في الترجمة ، وأحمد في المسند ٣ / ١٦٤.
(٥) المسند ٢ / ٤٥٥.
(٦) الفنن : الغصن.
(٧) الفراش : واحدة فراشة ، وهي التي تطير وتتهافت في السراج.
(٨) القلال : جمع قله : وهي إناء للشرب ، كالجرة الكبيرة.
(٩) كتاب الجنة باب ٩.