الْمِهادُ) [آل عمران : ١٩٦ ـ ١٩٧] ثم أمر تعالى ، بإعداد آلات الحرب لمقاتلتهم حسب الطاقة والإمكان والاستطاعة ، فقال : (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ) أي مهما أمكنكم (مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ).
قال الإمام أحمد (١) : حدثنا هارون بن معروف ، حدثنا ابن وهب ، أخبرني عمرو بن الحارث ، عن أبي علي ثمامة بن شفي ، أخي عقبة بن عامر ، أنه سمع عقبة بن عامر يقول : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول وهو على المنبر : (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ) ألا إن القوة الرمي ألا إن القوة الرمي» (٢) رواه مسلم ، عن هارون بن معروف ، وأبو داود عن سعيد بن منصور ، وابن ماجة عن يونس بن عبد الأعلى ، ثلاثتهم عن عبد الله بن وهب به. ولهذا الحديث طرق أخر ، عن عقبة بن عامر ، منها ما رواه الترمذي من حديث صالح بن كيسان ، عن رجل عنه ، وروى الإمام أحمد وأهل السنن عنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ارموا واركبوا وأن ترموا خير من أن تركبوا» (٣).
وقال الإمام مالك عن زيد بن أسلم ، عن أبي صالح السمان ، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «الخيل لثلاثة ، لرجل أجر ، ولرجل ستر ، وعلى رجل وزر ، فأما الذي له أجر ، فرجل ربطها في سبيل الله فأطال لها في مرج أو روضة ، فما أصابت في طيلها (٤) ذلك من المرج أو الروضة ، كانت له حسنات ولو أنها قطعت طيلها ، فاستنّت (٥) شرفا أو شرفين (٦) كانت آثارها وأرواثها حسنات له ، ولو أنها مرت بنهر فشربت منه ولم يرد أن يسقي به ، كان ذلك حسنات له ، فهي لذلك الرجل أجر ، ورجل ربطها تغنيا وتعففا (٧) ، ولم ينس حق الله في رقابها ولا ظهورها فهي له ستر ، ورجل ربطها فخرا ورياء ونواء (٨) ، فهي على ذلك وزر» (٩).
__________________
(١) المسند ٤ / ١٥٦ ، ١٥٧.
(٢) أخرجه مسلم في الإمارة حديث ١٦٧ ، وأبو داود في الجهاد باب ٢٣ ، وابن ماجة في الجهاد باب ١٩ ، والدارمي في الجهاد باب ١٤ ، والترمذي في تفسير سورة ٨ ، باب ٥.
(٣) أخرجه أبو داود في الجهاد باب ٢٣ ، والترمذي في فضائل الجهاد باب ١١ ، والنسائي في الخيل باب ٨ ، وابن ماجة في الجهاد باب ١٩ ، وأحمد في المسند ٤ / ١٤٤ ، ١٤٦ ، ١٤٨.
(٤) الطيل ، بكسر الطاء وفتح الياء : الحبل الذي تربط فيه.
(٥) استنّت : جرت.
(٦) الشرف : المكان العالي من الأرض.
(٧) تغنيا وتعففا : أي استغناء عن الناس وتعففا عن السؤال.
(٨) النواء : المناوأة والمعاداة.
(٩) أخرجه البخاري في الشرب باب ١٢ ، والجهاد باب ٤٨ ، والمناقب باب ٢٨ ، وتفسير سورة ٩٩ ، باب ١ ، والاعتصام باب ٢٤ ، ومسلم في الزكاة حديث ٢٤ ، ٢٦ ، والترمذي في فضائل الجهاد باب ١٠ ، والنسائي في الخيل باب ١ ، وابن ماجة في الجهاد باب ١٤ ، ومالك في الجهاد حديث ٣ ، وأحمد في ـ