وسئل رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن الحمر ، فقال «ما أنزل الله عليّ فيها شيئا إلا هذه الآية الجامعة الفاذة (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) (١) [الزلزلة : ٧ ـ ٨] رواه البخاري وهذا لفظه ، ومسلم كلاهما من حديث مالك.
وقال الإمام أحمد (٢) : حدثنا حجاج ، أخبرنا شريك ، عن الركين بن الربيع ، عن القاسم بن حسان ، عن عبد الله بن مسعود ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم ، قال : «الخيل ثلاثة : ففرس للرحمن ، وفرس للشيطان ، وفرس للإنسان ، فأما فرس الرحمن فالذي يربط في سبيل الله ، فعلفه وروثه وبوله ـ وذكر ما شاء الله ـ وأما فرس الشيطان ، فالذي يقامر أو يراهن عليها ، وأما فرس الإنسان ، فالفرس يربطها الإنسان يلتمس بطنها ، فهي له ستر من الفقر» وقد ذهب أكثر العلماء ، إلى أن الرمي أفضل من ركوب الخيل ، وذهب الإمام مالك ، إلى أن الركوب أفضل من الرمي ، وقول الجمهور أقوى للحديث ، والله أعلم.
وقال الإمام أحمد (٣) : حدثنا حجاج وهشام ، قالا : حدثنا ليث ، حدثني يزيد بن أبي حبيب ، عن ابن شماسة ، أن معاوية بن خديج ، مر على أبي ذر وهو قائم عند فرس له ، فسأله ما تعاني من فرسك هذا؟ فقال : إني أظن أن هذا الفرس قد استجيب له دعوته ، قال : وما دعاء بهيمة من البهائم؟ قال : والذي نفسي بيده ، ما من فرس إلا وهو يدعو كل سحر ، فيقول: اللهم أنت خولتني عبدا من عبادك ، وجعلت رزقي بيده ، فاجعلني أحب إليه من أهله وماله وولده.
قال : وحدثنا يحيى بن سعيد ، عن عبد الحميد بن أبي جعفر ، حدثني يزيد بن أبي حبيب عن سويد بن قيس ، عن معاوية بن خديج عن أبي ذر رضي الله عنه ، قال : قال رسول اللهصلىاللهعليهوسلم : «إنه ليس من فرس عربي إلا يؤذن له مع كل فجر ، يدعو بدعوتين : يقول : اللهم إنك خولتني من خولتني من بني آدم ، فاجعلني من أحب أهله وماله إليه ـ أو ـ أحب أهله وماله إليه» (٤) ، رواه النسائي ، عن عمرو بن علي الفلاس ، عن يحيى القطان به.
وقال أبو القاسم الطبراني : حدثنا الحسين بن إسحاق التستري ، حدثنا هشام بن عمار ، حدثنا يحيى بن حمزة ، حدثنا المطعم بن المقدام الصنعاني ، عن الحسن بن أبي الحسن ، أنه قال لابن الحنظلية يعني سهلا : حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال : سمعت رسول اللهصلىاللهعليهوسلم يقول : «الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة ، وأهلها معانون عليها ،
__________________
ـ المسند ٢ / ٢٦٢ ، ٢٨٣.
(١) أخرجه البخاري في تفسير سورة ٩٩ ، باب ١.
(٢) المسند ١ / ٣٩٥.
(٣) المسند ٥ / ١٦٢.
(٤) أخرجه أحمد في المسند ٥ / ١٧٠ ، والنسائي في الخيل باب ٩.