لُوطٍ (١٣) وَأَصْحابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ (١٤) أَفَعَيِينا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ (١٥))
شرح الكلمات :
(كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ) : أي قبل قومك يا رسولنا بالبعث والتوحيد والنبوة قوم نوح.
(وَأَصْحابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ) : أي وكذب أصحاب الرس وهي بئر كانوا مقيمين حولها يعبدون الأصنام وثمود وهم أصحاب الحجر قوم صالح.
(وَعادٌ وَفِرْعَوْنُ) : وكذبت عاد قوم هود ، وكذب فرعون موسى عليهالسلام.
(وَإِخْوانُ لُوطٍ وَأَصْحابُ الْأَيْكَةِ) : أي وكذب قوم لوط أخاهم لوطا ، وكذب أصحاب الأيكة شعيبا.
(وَقَوْمُ تُبَّعٍ) : أي وكذب قوم تبع الحميري اليمني.
كل قد كذب الرسل : أي كل من ذكر قد كذب الرسل فلست وحدك المكذّب يا محمد صلىاللهعليهوسلم.
(فَحَقَّ وَعِيدِ) : أي فوجب وعيدي لهم بنزول العذاب عليهم فنزل فهلكوا.
(أَفَعَيِينا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ) (١) : أي أفعيينا بخلق الناس أولا والجواب لا إذا فكيف نعيى بخلقهم ثانية وإعادتهم كما كانوا؟.
(بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ) : أي هم غير منكرين لقدرة الله عن الخلق الأول بل هم في خلط وشك من خلق جديد لما فيه من مخالفة العادة وهي أن كل من مات منهم يرونه يفنى ولا يعود حيّا.
معنى الآيات :
ما زال السياق في تقرير عقيدة البعث والجزاء وإثبات النبوة للرسول صلىاللهعليهوسلم فقال تعالى (كَذَّبَتْ) (٢) (قَبْلَهُمْ) أي قبل قريش المكذبين بالبعث والجزاء وبالنبوة المحمدية كذبت قبلهم (قَوْمُ نُوحٍ) وهي أول أمة كذبت وعاش نوح نبيها ألف سنة إلا خمسين عاما يدعوها إلى الله فلم يؤمن منهم أكثر من نيف وثمانين نسمة ، (وَأَصْحابُ الرَّسِ) أيضا قد أخذوا نبيهم ورسوه في بئر فقتلوه فأهلكهم الله
__________________
(١) أي : (أَفَعَيِينا) به فنعي بالبعث وهو توبيخ لمنكري البعث وجواب على قولهم ذلك رجع بعيد يقال : عييت بالأمر : إذا لم تعرف وجهه هذا في المعاني أما في الذوات فعيي بمعنى عجز ولم يقدر عليه.
(٢) هذا استئناف ابتدائي الغرض منه تسلية الرسول صلىاللهعليهوسلم بإعلامه أن أمما كثيرة قد كذبت رسلها قبل تكذيب قومه له صلىاللهعليهوسلم.