شرح الكلمات :
(هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ) : أي قد أتاك يا نبيّنا حديث أي كلام.
(ضَيْفِ إِبْراهِيمَ الْمُكْرَمِينَ) : أي جبريل وميكائيل وإسرافيل أكرمهم إبراهيم الخليل.
(فَقالُوا سَلاماً) : أي نسلم عليك سلاما.
(قالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ) : أي عليكم سلام أنتم قوم منكرون أي غير معروفين.
(فَراغَ إِلى أَهْلِهِ فَجاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ) : أي عدل ومال إلى أهله فجاء بعجل سمين حنيذ.
فقال ألا تأكلون : أي فأمسكوا عن الأكل فقال لهم ألا تأكلون.
(فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً) : أي فأضمر في نفسه خوفا منهم.
(بِغُلامٍ عَلِيمٍ) : أي بولد يكون ذا علم كبير غزير.
(فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ) : أي في رنّة وصيحة.
(فَصَكَّتْ وَجْهَها) : أي لطمت وجهها أي ضربت بأصابعها جبينها متعجبة.
(وَقالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ) : أي كبيرة السن وعقيم لم يولد لها قط.
(قالُوا كَذلِكَ قالَ رَبُّكِ) : أي قالت الملائكة لها كالذي قلنا لك قال ربك.
(إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ) : أي انه هو الحكيم في تدبيره وتصريف شؤون عباده. العليم بما يصلح للعبد وما لا يصلح فليفوض الأمر إليه.
معنى الآيات :
قوله تعالى (هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ (١) ضَيْفِ إِبْراهِيمَ الْمُكْرَمِينَ) (٢) هذا الحديث يشتمل على موجز قصة قد ذكرت في سورة هود والحجر والمقصود منه تقرير نبوة محمد صلىاللهعليهوسلم إن مثل هذا القصص لا يتم لأميّ لا يقرأ ولا يكتب إلا من طريق الوحي كما أنه يحمل في نهايته التهديد بالوعيد لمشركي قريش المصرين على الكفر والتكذيب والإجرام الكبير إذ في نهاية القصة يسأل ابراهيم الملائكة قائلا فما خطبكم أيها المرسلون فيجيبون قائلين إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين لنرسل عليهم حجارة من طين أي لتدميرهم وإهلاكهم من أجل إجرامهم ، وقريش في هذا الوقت مجرمة مستحقة للعذاب كما استحقه إخوان لوط. فقوله تعالى في خطاب رسوله هل أتاك حديث ضيف إبراهيم
__________________
(١) هذا الكلام مستأنف ابتدائي سيق لتسلية الرسول صلىاللهعليهوسلم وتقرير نبوته وإنذار قومه المكذبين المصرين على الشرك والظلم ، ولفظ الضيف ، يطلق على الواحد وأكثر وافتتاح الكلام بهل للتفخيم للحدث الذي يخبر عنه والتهويل من شأنه.
(٢) قال فيهم المكرمين : لخدمة إبراهيم إياهم وإكرامه لهم بتقديم العجل الحنيذ ، وقيل هم مكرمون من قبل الله تعالى.