وقوله تعالى : (وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ) من مال وغيره (فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ) أي من مال وغيره (فَانْتَهُوا) عنه واتقوا الله فلا تعصوه ولا تعصوا رسوله وأحذورا عقابه فإن الله شديد العقاب أي معاقبته قاسية شديدة لا تطاق فيا ويل من تعرض لها بالكفر والفجور والظلم.
هداية الآيات
من هداية الآيات :
١ ـ بيان أن مال بنى النضير كان فيئا خاصا برسول الله صلىاللهعليهوسلم.
٢ ـ أن الفئ وهو ما حصل عليه المسلون بدون قتال (١) وإنما بفرار العدو وتركه أو بصلح يتم بينه وبين المسلمين هذا الفئ يقسم على ما ذكر تعالى في هذه الآية إذ قال وما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله ، وللرسول ، ولذي القربى ، واليتامى ، والمساكين ، وابن السبيل. وأما الغنائم وهى ما أخذت عنوة بالقوة وسافر إليها المسلمون فإنها تخمّس خمس لله وللرسول ولذى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل يوزع بينهم بالسوية ، والاربعة الأخماس الباقية تقسم على المجاهدين الذين شاركوا في المعارك وخاضوها للراجل قسم وللفارس قسمان.
٣ ـ وجوب طاعة رسول الله صلىاللهعليهوسلم وتطبيق أحكامه والاستننان بسننه المؤكدة وحرمة مخالفته فيما نهى عنه أمته روى الشيخان ان ابن مسعود رضي الله عنه قال لعن الله الواشمات (٢) والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات لخلق الله فبلغ ذلك امرأة من بني أسد يقال لها أم يعقوب كانت تقرأ القرآن فقالت بلغنى انك لعنت كيت وكيت. فقال : مالى لا ألعن من لعن رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو في كتاب الله عزوجل؟ فقالت لقد قرأت ما بين لوحي المصحف فما وجدته ، قال إن كنت قرأته فقد وجدته. أما قرأت قوله تعالى (وَما آتاكُمُ (٣) الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) قالت : بلى. قال : فإنه صلىاللهعليهوسلم قد نهى عنه. أي الوشم الخ.
(لِلْفُقَراءِ الْمُهاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضْواناً وَيَنْصُرُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (٨) وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالْإِيمانَ مِنْ قَبْلِهِمْ
__________________
(١) هذه المسألة خلافية بين الفقهاء وما في التفسير هو الذي عليه الأكثرون منهم وهو الراجح والله أعلم.
(٢) الوشم معروف ، ملعونة فاعلته والمفعول لها ، والتنمص نتف الشعر من الوجه والتفلج توسعة ما بين الأسنان بمنشار وغيره للتجمل بذلك.
(٣) الإيتاء : مستعار لتبليغ الأمر إليهم إذ جعل تشريعه وتبليغه كإيتاء شيء بأيديهم كقوله تعالى : (خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ) إذ يريد التشريع الذي شرعه لهم في التوراة.