وقوله تعالى (وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ) (١) أي من يقيه الله تعالى مرض الشح وهو البخل بالمال والحرص على جمعه ومنعه فهو في عداد المفلحين وقد وقى الأنصار هذا الخطر فهم مفلحون فهذا أيضا ثناء عليهم وبشرى لهم.
وقوله تعالى : (وَالَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ) أي من بعد المهاجرين الأولين والأنصار الذين تبوءوا الدار والإيمان (يَقُولُونَ) في دعائهم الدائم لهم (رَبَّنَا) أي يا ربنا (اغْفِرْ لَنا) أي ذنوبنا واغفر (وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ) وهم المهاجرون والأنصار ، (وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا) بك وبرسولك (رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ) أي ذو رأفة بعبادك ورحمة بالمؤمنين بك فاستجب دعاءنا فاغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا لهم.
هداية الآيات
من هداية الآيات :
١ ـ بيان فضل المهاجرين والأنصار ، وأن حبهم إيمان وبغضهم كفران.
٢ ـ فضيلة الإيثار على النفس.
٣ ـ فضيلة إيواء المهاجرين ومساعدتهم على العيش في دار الهجرة المهاجرين الذين هاجروا في سبيل الله تعالى فرارا بدينهم ونصرة لإخوانهم المجاهدين والمرابطين.
٤ ـ خطر الشح وهو البخل بما وجب إخراجه من المال والحرص على جمعه من الحلال والحرام.
٥ ـ بيان طبقات المسلمين ودرجاتهم وهى ثلاثة بالإجمال :
١ ـ المهاجرون الأولون.
٢ ـ الأنصار الذين تبوءوا الدار «المدينة» وألفوا الإيمان.
٣ ـ من جاء بعدهم من التابعين وتابعي التابعين إلى قيام الساعة من أهل الإيمان والتقوى.
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ
__________________
(١) ومما ورد في ذم الشح قوله صلىاللهعليهوسلم (اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة ، واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم).