(١٦) وَالْمَلَكُ عَلى أَرْجائِها وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ (١٧) يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفى مِنْكُمْ خافِيَةٌ (١٨))
شرح الكلمات :
(نَفْخَةٌ واحِدَةٌ) : أي النفخة الأولى.
(حُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ) : أي رفعت من أماكنها.
(فَدُكَّتا دَكَّةً واحِدَةً) : أي ضرب بعضها ببعض فاندكت وصارت كثيبا مهيلا.
(وَقَعَتِ الْواقِعَةُ) : أي قامت القيامة.
(فَهِيَ يَوْمَئِذٍ واهِيَةٌ) : أي مسترخية ضعيفة القوة.
(عَلى أَرْجائِها) : أي على أطرافها وحافاتها.
(ثَمانِيَةٌ) : أي من الملائكة وهم حملة العرش الأربعة وزيد عليهم أربعة.
(لا تَخْفى مِنْكُمْ خافِيَةٌ) : أي لا تخفى منكم سريرة من السرائر التي تخفونها.
معنى الآيات :
ما زال السياق في الحديث عن القيامة تقريرا لعقيدة البعث والجزاء التي هي الدافع إلى فعل الخير وترك الشر في الدنيا فقال تعالى (فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ) (١) أي نفخ اسرافيل في الصور الذي هو البوق أو القرن النفخة الأولى وهو المراد بقوله (نَفْخَةٌ واحِدَةٌ) ، وقوله تعالى (وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ فَدُكَّتا دَكَّةً واحِدَةً) أي ضرب بعضها ببعض فاندكت فصارت هباء منبثا ، (فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْواقِعَةُ) أي قامت القيامة (وَانْشَقَّتِ السَّماءُ) أي انفطرت وتمزقت (فَهِيَ يَوْمَئِذٍ واهِيَةٌ) ضعيفة مسترخية. (وَالْمَلَكُ (٢) عَلى أَرْجائِها) أي على أطرافها وحافاتها ، (وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ) أي ثمانية (٣) من الملائك أربعة هم حملة العرش دائما وزيد عليهم أربعة فصاروا ثمانية قال تعالى (يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ) (٤) على الله (لا تَخْفى مِنْكُمْ خافِيَةٌ) أي سريرة مما كنتم تسرون.
__________________
(١) الفاء تفريعية لتفريع ما بعدها من تفصيل أحوال الدار الآخرة على ما تقدم من ذكر الحاقة أي القيامة والمكذبين بها وما نالهم من عذاب في الدنيا.
(٢) (الْمَلَكُ) اسم جنس المراد به أعداد هائلة من الملائكة.
(٣) قيل هم ثمانية صفوف ، وقيل ثمانية أعشار أي نحو ثمانين من عدد الملائكة. وما في التفسير هو الراجع الصحيح.
(٤) أصل العرض إمرار الشيء على من يريد التأمل فيه كعرض السلعة على المشتري وكاستعراض الجيوش اليوم والمراد بالعرض الحساب والجزاء.