(عَلَى الْإِنْسانِ) : أي آدم عليهالسلام.
(حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ) : أي أربعون سنة.
(لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً) : أي لا نباهة ولا رفعة له لأنه طين لازب وحمأ مسنون وذلك قبل أن ينفخ الله تعالى فيه الروح.
(أَمْشاجٍ) : أي أخلاط من ماء المرأة وماء الرجل.
(نَبْتَلِيهِ) : أي نختبره بالتكاليف بالأمر والنهي عند تأهله لذلك بالبلوغ والعقل.
(إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ) : أي بينا له طريق الهدى ببعثة الرسل وإنزال الكتب.
(إِنَّا أَعْتَدْنا) : أي هيأنا.
(سَلاسِلَ) : أي يسحبون بها في نار جهنم.
(وَأَغْلالاً) : أي في أعناقهم.
(وَسَعِيراً) : أي نارا مسعرة مهيجة.
(إِنَّ الْأَبْرارَ) : أي المطيعين لله ورسوله الصادقين في إيمانهم وأقوالهم وأحوالهم.
(مِزاجُها) : أي ما تمزج به وتخلط.
(يُفَجِّرُونَها) : أي يجرونها ويسيلونها حيث شاءوا.
(شَرُّهُ مُسْتَطِيراً) : أي ممتدا طويلا فاشيا منتشرا.
(عَبُوساً) : أي تكلح الوجوه من طوله وشدته.
(نَضْرَةً وَسُرُوراً) : أي حسنا ووضاءة في وجوههم وفرحا في قلوبهم.
معنى الآيات :
قوله تعالى (هَلْ أَتى (١) عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً) يخبر تعالى عن آدم أبي البشر عليهالسلام أنه أتى عليه حين من الدهر قد يكون أربعين سنة وهو صورة من طين لا روح فيها ، فلم يكن في ذلك الوقت شيئا له نباهة أو رفعة فيذكر. هذا الإنسان الأول آدم أخبر تعالى عن بدء أمره. وقوله (إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ) يخبر تعالى عن الإنسان الذي هو ابن آدم أنه خلقه من نطفة وهي (٢) ما ينطف ويقطر من ماء الرجل وماء المرأة ، ومعنى أمشاج (٣)
__________________
(١) الاستفهام تقريري بمعنى قد أتى على الإنسان كذا. وجائز أن يكون المراد من الإنسان غير آدم وكونه آدم هو المراد من الآية أولى.
(٢) يقال مشج الشيء يمشجه أي خلطه فهو ممشوج ومشيج مثل مخلوط وخليط وهل أمشاج جمع مشج على وزن سبب وأسباب أو هو مفرد خلاف.
(٣) (مِنْ نُطْفَةٍ) أي من ماء يقطر وهو المني وكل ماء قليل في وعاء فهو نطفة كقول عبد الله بن رواحة :
مالي أراك تكرهين الجنة |
|
هل أنت إلا نطفة في شنة |