٢ ـ (رَفَعَ سَمْكَها) (١) فإن غلظها مقدر بمسيرة خمسمائة عام.
٣ ـ (أَغْطَشَ لَيْلَها) فجعله مظلما.
٤ ـ (وَأَخْرَجَ ضُحاها) فجعل نهارها مضيئا. هذه هي السماء.
(وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ) أي بعد (٢) أن خلقها أولا وقبل السماء عاد إليها فدحاها بأن بسطها للأنام
و (أَخْرَجَ مِنْها ماءَها) ففجر فيها عيونها وأخرج منها مرعى وهو ما يرعى من سائر الحبوب والثمار والنبات والأشجار منفعة للإنسان ولحيوانه المفتقر إليه في ركوبه (٣) وطعامه وشرابه وما ذكر تعالى من مظاهر القدرة والعلم والحكمة والرحمة في الأرض لا يقل عما ذكر في السماء إن لم يكن أعظم فكيف إذا ينكر الإنسان على ربه أن يعيده حيا بعد إماتته له ليحاسبه وليجزيه إنه بدل أن ينكر يجب عليه أن يشكر ، ولكن الإنسان ظلوم كفار.
هداية الآيات :
من هداية الآيات :
١ ـ تقرير عقيدة البعث والجزاء.
٢ ـ بيان إفضال الله تعالى على الإنسان وإنعامه عليه.
٣ ـ مشروعية الاستدلال بالكبير على الصغير وبالكثير على القليل وهو مما يعلم بداهة وبالضرورة إلا أن الغفلة أكبر صارف وأقوى حايل فلا بد من إزالتها أولا.
(فَإِذا جاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرى (٣٤) يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ ما سَعى (٣٥) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرى (٣٦) فَأَمَّا مَنْ طَغى (٣٧) وَآثَرَ الْحَياةَ الدُّنْيا (٣٨) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوى (٣٩) وَأَمَّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى
__________________
(١) السمك يفتح السين وتسكين الميم الرفع في الفضاء ، وهو مصدر سمك إذا رفع والسمك محرك السين والميم الحوت المعروف واحده سمكة كبقرة.
(٢) اختلف في أيها خلق الله تعالى أولا الأرض أم السماء والراجح أنها الأرض أولا لقوله (قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ ..). إلى قوله (ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ) الآية من سورة فصلت. وطريق الجمع كما في التفسير خلق الأرض أولا ثم السموات ثم عاد إلى الأرض فدحاها بمعنى أخرج منها ماءها ومرعاها أي أعدها إعدادا خاصا لحياة الإنسان والحيوان وهو المراد من قوله دحاها إذ الدحو البسط والتسوية والترتيب.
(٣) إذ هو المراد من قوله تعالى هي الآية (وَلِأَنْعامِكُمْ) التي هي الإبل والبقر والغنم فالإبل يركب ظهرها ، ويشرب لبنها ويؤكل لحمها.