شرح الكلمات :
(أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّماءُ)؟ : أي أشد خلقا.
(رَفَعَ سَمْكَها) : أي غلظها وارتفاعها.
(فَسَوَّاها) : أي جعلها مستوية سطحا واحدا ما فيها نتوء ولا انخفاض.
(وَأَغْطَشَ لَيْلَها) : أي أظلمه جعله مظلما.
(وَأَخْرَجَ ضُحاها) : أي ضوءها ونهارها.
(وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها) : أي بعد أن خلق الأرض خلق السماء ثم دحا الأرض أي بسطها وأخرج منها ماءها ومرعاها.
(وَالْجِبالَ أَرْساها) : أي أثبتها على سطح الأرض لتثبت ولا تميد بأهلها.
(مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ) : أي اخرج من الأرض ماءها ومرعاها والجبال أرساها متاعا لكم ولأنعامكم وهي المواشي من الحيوان.
معنى الآيات :
قوله تعالى (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ (١) خَلْقاً) الآيات .. سيقت هذه الآيات الكريمة لتقرير عقيدة البعث والجزاء بايراد أكبر دليل عقلي لا يرده العاقل ابدا وهو أن السماء في خلقها وما خلق الله فيها ، وأن الأرض في خلقها وما خلق الله فيها أشد خلقا وأقوى وأعظم من خلق الإنسان بعد موته فالبشرية كلها لا يساوي حجمها حجم كوكب واحد من كواكب السماء ولا سلسلة واحدة من سلاسل الجبال في الأرض فضلا عن السماء والأرض. إذا فالذي قدر على خلق السماء وما فيها والأرض وما فيها قادر قطعا ومن باب أولى على خلق الإنسان مرة أخرى وقد خلقه أولا فإعادة خلقه بإحيائه بعد موته أيسر وأسهل وأمكن من خلقه أولا على غير مثال سبق ، ولا صورة تقدمت ، ولكن أكثر الناس لا يعلمون لأنهم لا يفكرون وهذا عرض الآيات قوله تعالى (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً) أيها المنكرون للبعث المكذبون به (أَمِ السَّماءُ) (٢) والجواب الذي لا شك فيه هو أن السماء أشد خلقا منهم وبيان ذلك فيما يلي :
١ ـ (بَناها) فهي سقف للأرض مرفوعة فوقها مسواة فلا انفطار فيها ولا ارتفاع لبعض وانخفاضا لبعض آخر بل هي كالزجاجة في سمتها واعتدالها في خلقها.
__________________
(١) الاستفهام تقريري أي الجاؤهم إلى الإقرار والإعتراف بأن خلق السماء أعظم من خلقهم إذا كيف ينكرون البعث والحياة الثانية.
(٢) المراد بالسماء السماء الدنيا المشاهدة للناس ، وإن كان لفظ السماء يطلق إطلاق أسماء الأجناس الدالة على أكثر من واحد والبناء للسماء وهو خلقها في صورة بناء رفيع.