(ذاتِ الرَّجْعِ) : أي ذات المطر لرجوعه كل حين والرجع من أسماء المطر.
(ذاتِ الصَّدْعِ) : أي التصدع والتشقق بالنبات.
(لَقَوْلٌ فَصْلٌ) : أي يفصل بين الباطل وفي الخصومات يقطعها بالحكم الجازم.
(وَما هُوَ بِالْهَزْلِ) : أي باللعب والباطل بل هو الجد كل الجد.
(يَكِيدُونَ كَيْداً) : أي يعملون المكائد للنبي صلىاللهعليهوسلم.
(وَأَكِيدُ كَيْداً) : أي أستدرجهم من حيث لا يعلمون لأوقعهم في المكروه.
(أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً) : أي زمنا قليلا وقد أخذهم في بدر.
معنى الآيات :
قوله تعالى (وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ) (١) هذا قسم إلهي حيث أقسم تعالى بالسماء والطارق ولما كان لفظ الطارق يشمل كل طارق آت بليل ، وأراد طارقا معينا فخم من شأنه بالاستفهام عنه الدال على تهويله فقال (٢) (وَما أَدْراكَ مَا الطَّارِقُ) ثم بينه بقوله (النَّجْمُ الثَّاقِبُ) وكل نجم هو ثاقب للظلام بضوئه. والمراد به هنا الثريا لتعارف العرب على إطلاق النجم على الثريا. هذا هو القسم والمقسم عليه هو قوله تعالى (إِنْ كُلُّ نَفْسٍ (٣) لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ) (٤). وهنا قراءتان سبعيتان الأولى بتخفيف ميم لما وحينئذ تصبح زائدة لتقوية الكلام لا غير واللام للفرق بين إن النافية والمؤكدة الداخلة على الأسم وهو هنا ضمير شأن محذوف والتقدير أنه أي الحال والشأن كل نفس عليها حافظ. والثانية بتشديد لما وحينئذ تكون إن نافية بمعنى ما ولما بمعنى إلا ويصير الكلام هكذا. ما كل نفس إلا عليها حافظ من ربها يحفظ عملها ويحصي عليها ما تكسب من خير وشر. وقوله تعالى (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ) (٥) أي الكافر المكذب بالبعث والجزاء (مِمَّ خُلِقَ) أي من أي شيء خلق. وبين تعالى مما خلقه بقوله (خُلِقَ مِنْ (٦) ماءٍ دافِقٍ) أي ذي اندفاق وهو المني يصب في الرحم (يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرائِبِ) أي يخرج الماء من صلب الرجل وهو عظام ظهره وترائب المرأة وهي محل القلادة من صدرها ، وقد اختلف في تقدير فهم هذا الخبر عن الله تعالى وجاء
__________________
(١) قال العلماء افتتاح السورة بالقسم تحقيق لما يقسم عليه وتشويق اليه.
(٢) (وَما أَدْراكَ) استفهام المراد منه تهويل الأمر وتعظيمه.
(٣) الإخبار بأن كل نفس عليها حافظ يحفظ أعمالها لتحاسب عليها وتجزى بها إثبات للبعث الآخر بطريق الكناية.
(٤) قرأ نافع بتخفيف الميم من لما وشددها حفص.
(٥) الفاء للتفريع إذ الجملة متفرعة عن قوله إن كل نفس لما عليها حافظ إن شك الإنسان في حقيقة البعث فلينظر في أصل نشأته وجائز أن تكون الفاء الفصيحة.
(٦) هذا جواب الاستفهام (مِمَّ خُلِقَ) إذ من ابتدائية وما استفهامية وحذف ألفها تخفيفا لتقدم حرف الجر عليها نحو عم؟ ولم؟ والجار والمجرور متعلق بخلق بعده والإنسان منكر البعث.