(٧) أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (٨) وَلِساناً وَشَفَتَيْنِ (٩) وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ (١٠))
شرح الكلمات :
(لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ) : أي مكة.
(وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ) : أي وأنت يا نبي الله محمد حلال بمكة.
(وَوالِدٍ وَما وَلَدَ) : أي وآدم وذريته.
(فِي كَبَدٍ) : أي في نصب وشدة يكابد مصائب الدنيا وشدائد الآخرة.
(أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ) : أي أيظن وهو أبو الأشدين بن كلدة وكان قويا شديدا.
(أَهْلَكْتُ مالاً لُبَداً) : يقول هذا مفاخرا بعداوة الرسول وأنه أنفق فيها مالا كثيرا.
(أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ) : أي أيظن أنه لم يره أحد؟ بل الله رآه وعلم ما أنفقه.
(وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ) : أي بينا له طريق الخير وطريق الشر بما فطرناه عليه من ذلك وبما أرسلنا به رسلنا وأنزلنا به كتبنا.
معنى الآيات :
قوله تعالى (لا أُقْسِمُ (١) بِهذَا الْبَلَدِ وَأَنْتَ حِلٌ (٢) بِهذَا الْبَلَدِ وَوالِدٍ وَما وَلَدَ) هذا قسم لله تعالى أقسم فيه بمكة بلده الأمين والرسول بها وهو حل يقاتل ويقتل فيها وذلك يوم الفتح الموعود. وقد قتل صلىاللهعليهوسلم يومها ابن خطل وهو متعلق بأستار الكعبة وأقسم بوالد وما ولد فالوالد آدم وما ولد ذريته منهم الأنبياء والأولياء وجواب القسم أو المقسم عليه قوله (لَقَدْ (٣) خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ) (٤) أي في نصب وتعب لا يفارقانه منذ تخلقه في بطن أمه إلى وفاته بانقضاء عمره ثم يكابد شدائد الآخرة ثم إما إلى نعيم لا نصب معه ولا تعب ، وإما إلى جحيم لا يفارقه ما هو أشد من النصب والتعب عذاب الجحيم هكذا شاء الله وهو العليم الحكيم. وفي هذا الخبر الإلهي المؤكد بأجل قسم على أن الإنسان محاط منذ نشأته إلى نهاية أمره بالنصب والتعب ترويح على نفوس المؤمنين بمكة وهم
__________________
(١) الابتداء بالقسم للتشويق إلى ما يذكر بعد القسم ، ولا مزيدة لتقوية الكلام.
(٢) جملة وأنت حل بهذا البلد معترضة بين المتعاطفين وفائدتها تسلية للرسول صلىاللهعليهوسلم ووعده بنصره على أعدائه.
(٣) (لَقَدْ خَلَقْنَا) : هذا جواب القسم والإنسان للجنس ولا يراد به واحد بعينه وبعضهم يرى أن المراد به أبو الأشدين أسيد بن كلدة الجمحي.
(٤) من مظاهر أن الإنسان مربوب وأن له ربا يسيره ويدبر حياته كونه لا يفارق النصب والتعب مدة حياته وهو لا يريد ذلك.