(١٥) أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ (١٦) ثُمَّ كانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (١٧) أُولئِكَ أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ (١٨) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا هُمْ أَصْحابُ الْمَشْأَمَةِ (١٩) عَلَيْهِمْ نارٌ مُؤْصَدَةٌ (٢٠))
شرح الكلمات :
(فَلَا اقْتَحَمَ) : أي فهلا تجاوز.
(الْعَقَبَةَ) : أي الطريق الصعب في الجبل ، والمراد به النجاة من النار.
(فَكُّ رَقَبَةٍ) : أي اعتق رقبة في سبيل الله تعالى.
(فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ) : أي في يوم ذي مجاعة وشدة مؤونة.
(يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ) : أي أطعم يتيما من ذوي قرابته.
(مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ) : أي أطعم فقيرا لا صقا بالتراب ليس له شيء.
(وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ) : أي أوصى بعضهم بعضا بالصبر على طاعة الله.
(وَتَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ) : أي أوصى بعضهم بعضا برحمة الفقراء والمساكين.
(أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ) : أي أصحاب اليمين وهم المؤمنون المتقون.
(أَصْحابُ الْمَشْأَمَةِ) : أي أصحاب الشمال وهم الكفار الفجار.
(مُؤْصَدَةٌ) : أي مطبقة لا نافذة لها ولا كوة فلا يدخلها هواء.
معنى الآيات :
قوله تعالى (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ) (١) فهلا أنفق أبو الأشدين ما أنفقه في عداوة محمد صلىاللهعليهوسلم هلا أنفقه في سبيل الله فاقتحم بها العقبة فتجاوزها ، وقوله تعالى (وَما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ) (٢) هذا تفخيم لشأنها وتعظيم له وقوله (فَكُّ رَقَبَةٍ (٣) أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ ثُمَّ كانَ) (٤) (مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ) بهذه الأمور الأربعة تقتحم العقبة وتجتاز فينجو صاحبها من النار والأمور الأربعة هي :
__________________
(١) ذهب القرطبي إلى أن فلا هي بمعنى هلا التي هي للتحضيض ، وهو ما قررناه في التفسير وجائز أن يكون استفهاما إنكاريا ينكر عليه إنفاق أمواله فيما يضره وعدم إنفاقها فيما ينفعه.
(٢) الاستفهام للتشويق إلى معرفة حقيقة العقبة.
(٣) (فَكُّ رَقَبَةٍ) وما بعدها بيان للعقبة ، إذ التقدير هي فك رقبة. والمراد من فك الرقبة عتقها. وفي الحديث من أعتق رقبة مؤمنة كانت فداءه من النار.
(٤) هذه الجملة عطف على الجمل المسوقة للذم والتوبيخ.