شرح الكلمات :
(إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى) : أي إن علينا لبيان الحق من الباطل والطاعة من المعصية.
(وَإِنَّ لَنا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولى) : أي ملك ما في الدنيا والآخرة نعطي ونحرم من نشاء لا مالك غيرنا.
(فَأَنْذَرْتُكُمْ) : أي خوفتكم.
(ناراً تَلَظَّى) : أي تتوقد.
(لا يَصْلاها) : أي لا يدخلها ويحترق بلهبها.
(إِلَّا الْأَشْقَى) : أي إلا الشقى.
(الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى) : كذب النبي صلىاللهعليهوسلم فيما جاء به وتولى أعرض عن الإيمان به وبما جاء به من التوحيد والطاعة لله ورسوله.
(وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى) : أي يبعد عنها التقي.
(يَتَزَكَّى) : أي يتطهر به فلذا يخليه من النظر إلى غير الله فهو لذلك خال من الرياء والسمعة.
(وَما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى) : أي ليس لأحد من الناس عليه منة فهو يكافئه بذلك.
(إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلى) : لكن يؤتي ما له في سبيل الله ابتغاء مرضاة الله عزوجل.
(وَلَسَوْفَ يَرْضى) : أي يعطيه الله تعالى من الكرامة ما يرضي به في دار السلام.
معنى الآيات :
قوله تعالى (إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى) الآيات .. بعد أن أعلم تعالى عباده أنه ييسر لليسرى من أعطى واتقى وصدق بالحسنى ، وأنه ييسر للعسرى من بخل واستغنى وكذب بالحسنى أعلم بحقيقة أخرى وهي أن بيان الطريق الموصل بالعبد لليسرى هو على الله تعالى متكفل به وقد بينه بكتابه ورسوله فمن طلب اليسرى فأولا يؤمن بالله ورسوله ويوطن نفسه على طاعتهما ويأخذ في تلك الطاعة يعمل بها وثانيا ينفق في سبيل الله ما يطهر به نفسه من البخل وشح النفس ويظهر فقره وحاجته إلى الله تعالى بالتقرب إليه بالنوافل وصالح الأعمال وبذلك يكون قد يسر فعلا لليسرى وقوله تعالى (وَإِنَّ لَنا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولى) (١) أي الدنيا وعليه فمن طلبها من غيرنا فقد أخطأ ولا يحصل عليها بحال فطلب الآخرة يكون بالإيمان والتقوى ، وطلب الدنيا يكون بالعمل حسب سنتنا في الكسب وحصول المال وقوله تعالى (فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً (٢) تَلَظَّى لا يَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَى (٣) الَّذِي كَذَّبَ
__________________
(١) المراد بالآخرة الجنة ، وإن كان اللفظ يشمل الآخرة بكل ما فيها من نعيم وجحيم وسعادة وشقاء وفوز وخسران.
(٢) تنكير (ناراً) للتهويل ، وجملة تلظى نعت ومعنى تلظى : تتلهب من شدة الاشتعال.
(٣) يذكر بعض المفسرين أن المراد بالأشقى أمية بن خلف ونظراؤه من أكابر مجرمي قريش ، واللفظ عام يشمل كل من ينطبق عليه الوصف المذكور.