(ضَبْحاً) : أي تضبح ضبحا والضبح صوت الخيل إذا عدت أي جرت.
(فَالْمُورِياتِ قَدْحاً) : أي الخيل توري النار بحوافرها إذا سارت بالليل.
(فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً) : أي الخيل تغير على العدو صباحا.
(فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً) : هيجن به أي بمكان عدوها نقعا أي غبارا.
(فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً) : أي بالنقع جمع العدو أي حيث تجمعاته.
(لَكَنُودٌ) : لكفور بجحد نعمه تعالى عليه.
(لَشَهِيدٌ) : أي يشهد على نفسه بعمله.
(وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ) : أي المال.
(إِذا بُعْثِرَ) : أي أثير وأخرج ما في القبور.
(وَحُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ) : بين وأفرز ما في الصدور من الإيمان والكفر.
معنى الآيات :
قوله تعالى (وَالْعادِياتِ ضَبْحاً) (١) الآيات إلى قوله (أَفَلا يَعْلَمُ) تضمنت قسما إليها عظيما على حقيقة كبرى يجهلها كثير من الناس وهي كفر الإنسان لربه ولنعمه عليه يعد المصائب وينسى النعم والفواضل وهذا بيان ما أقسم تعالى به وهو العاديات ضبحا وهي الخيل (٢) تضبح أي تخرج صوتا خاصا غير الصهيل المعروف (فَالْمُورِياتِ قَدْحاً) أي الخيل توري النار بحوافرها إذا مشت فوق الحجارة ليلا ويدخل ضمن هذا كل قادحة للنار (فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً) أي جماعات الخيل يركبها فرسانها للإغارة على العدو بها صباحا. وقوله (فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً) أي فأثارت الخيل النقع وهو الغبار والتراب عند سيرها بفرسانها فتوسطت جمع العدو وكتائبه لقتال أعداء الله الكافرين بالله وآياته ولقائه المفسدين في الأرض بالشرك والمعاصي هذا ما أقسم الله تعالى به وهو الخيل ذات الصفات الثلاث : العدو والإوراء والإغارة والمقسم عليه قوله (إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ) المراد من الإنسان الكافر والجاهل بربه تعالى الذي لم تتهذب روحه بمعرفة الله ومحابه ومكارهه ولم يزك نفسه بفعل المحاب وترك المكاره هذا الإنسان أقسم تعالى على أنه كفور لربه تعالى ولنعمه عليه أي شديد الكفر كثيره بذكر المصائب ويشعر بها ويصرخ لها ويصر عليها وينسى النعم والفواضل عليه فلا يذكرها ولا يشكر الله تعالى عليها. فالكنود الكفور (٣). وقوله تعالى
__________________
(١) الأفراس تعدو (القرطبي) تضبح أي تحمحم إذا عدت وأصل الضبح والضباح للثعالب كالنبح والنباح للكلاب.
(٢) يروى عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال في العاديات أنها الإبل تعدو في الحج من عرفة إلى مزدلفة وإلى منى إلا أن الخيل أولى بهذه الصفات.
(٣) فسر السلف الكنود بالهلوع والجحود والجهول والحقود والمنوع ، وفعله كند يكند كنودا من باب دخل يدخل دخلا أي كفر النعمة وجحدها.