له بشارة حسنة ، فسألني ما مذهبي؟ فأخبرته ، فقال : يا مولاي رأينا علي بن الحسين وجماعة من آل محمد أظن أن منهم السبطين هذا ظن مني أنا ، قال : رأيت هؤلاء يصلون خلفك فعلمت أن الحق مع طائفتك ، وطلب من السيد أن يضع له موضوعا في الأصول والفروع ففعل.
وعلى الجملة فإنه كان من آيات الله الباهرة. الله أعلم حيث يجعل رسالاته. وتوفي في شهر ربيع آخر يوم عشرين منه سنة ثلاث وثمانين وألف ، وكانت وفاته بالعشّة من مخاليف صعدة ، فحمل بليلته تلك إلى هجرة فلله وقبر بها ، وقيلت فيه المراثي منها ما رثاه بها الفقيه صلاح الدين صلاح بن حفظ الله ـ رحمهالله ـ وهي طويلة مطلعها :
هي المصيبة منها القلب في حرق |
|
والجسم من فيض دمع العين في غرق |
هذا ولكن بدمع أو تفيض دما |
|
لا ارتضى الجفن ما لم يجر بالحدق |
إلى أن قال :
كلّ حزين على مقدار همته |
|
وقدر ما قد دهانا جل لم يطق |
لموت من كان نورا تستضاء به ال |
|
آفاق وهو قد استعلى على الأفق |
عجبت من جسم إبراهيم مهبطه |
|
في الأرض والروح في أعلى السماء رقى |
إلى أن قال :
والله إن مات إبراهيم إنّ به |
|
موت المحابر والأقلام والورق |
انظر تصانيفه في العلم كيف أتت |
|
للآي والسنة البيضاء على نسق |
خليفة الأنبياء والمرسلين فمن |
|
في المشكلات يرى الفتاح للغلق |
كم في هدى وضلال ألبست أمم |
|
فكنت فارقتها يا مفتي الفرق |
من للمساجد؟ بل من للمدارس؟ بل |
|
من للشريعة عن كيد الغواة يقي؟ |