ظاهرة على يديه عقيب دعوى النبوة) ، فهذه ثمانية أصول.
أما كونه ـ عليهالسلام ـ ادعى النبوة فلا شك أنه معلوم ضرورة لجميع المكلفين.
وأما أنه أتى بالقرآن ولم يسمع من غيره ، وجعله معجزة له ، فإنه يعلمه كل مكلف مع البحث والمخالطة لأهل العلم أو من يتصل بهم ، أو الإقامة في أمصار المسلمين وهجرهم ، وليس كالأول إذ من المعلوم جهل كثير من المسلمين بذلك.
فإن قيل : ما أنكرتم أن الله بعث نبيا وأظهر القرآن فقتله محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم وادعى النبوة لنفسه؟
قلنا : لو أجزنا ذلك لما وثقنا بنسبة شعر الشعراء وخطب الخطباء ، ولا وثقنا بنبوة نبي قط ولا شيء من الكتب السالفة كالتوراة والإنجيل ، ثم كيف يبعث الله نبيا ثم يمكن غيره منه قبل التبليغ.
وأيضا فقد ظهر عليه ـ عليه الصلاة والسلام وعلى آله ـ غير القرآن من المعجزات مما يدل على أن القرآن معجز له.
وأما الأصل الخامس : وهو أنه تحدى العرب بالإتيان بمثله وقرعهم بالعجز عن ذلك ، (فإنه معلوم ضرورة).
أيضا لكن (لمن كان له أدنى فحص وتفتيش ممن عرف أحواله ـ عليهالسلام ـ وسيره وسمع أخباره علم بالتواتر أنه كان يغشى مجامع العرب ومشاهدهم ويتلوه عليهم ويحدثهم به) ويلتمس منهم المعارضة ، (والأمر في ذلك ظاهر)
(والقرآن) أيضا (مشحون بآيات التحدي) قال تعالى : (فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كانُوا صادِقِينَ) [الطور : ٣٤] ثم أنزلهم مرتبة ثانية فقال : (فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَياتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) [هود : ١٣] ثم أنزلهم مرتبة ثالثة فقال :