ومنهم من قطع بدخولهم وخروجهم ، وهم بشر المريسي (١) ومن قال بقوله.
ومنهم من قال : يستحق الفاسق العقوبة الدائمة ، إلا أنه يجوز أن يعفوا الله عمن شاء منهم وإذا عفى عن البعض عفى عن الكل ، وإلا أدى إلى المحاباة وهي لا تجوز على الله تعالى ، وهذا قول محمد بن شبيب (٢) من المعتزلة ومن قال بقوله.
ومنهم من قال : بدخول الفاسق النار إلا أن الطاعات التي صدرت منه تردّ عقابه من الدوام إلى الانقطاع ، وهذا قول الخالدي (٣) وأتباعه.
ومنهم من قال : بالوقف ومال إليه لتعارض آيات الوعد والوعيد ، وعدم المرجح لحمل أحدهما على الآخر ، وعدم العلم بالمخصص منهما فالوقف حينئذ هو الواجب وهذا قول أبي حنيفة (٤) وغيره.
ومنهم من توقف في دخولهم النار ، وإذا قدّر دخولهم قطع بخروجهم.
ومنهم من قطع بدخولهم وتوقف في خروجهم.
ومنهم من جوّز دخولهم النار وعدمه ، وجوّز إن دخلوا خروجهم وخلودهم ، وهذا هو مذهب المرجئة الخلّص ومذهبهم هو الإرجاء الحقيقي ، وبه قال أبو القاسم البستي
__________________
(١) هو بشر بن غياث بن أبي كريمة المريسي المعتزلي الفقيه المتكلم أبو عبد الله الحنفي ، قال ابن خلكان : أخذ الفقه عن أبي يوسف ، وهو ممن قال : بخلق القرآن ، وهو مرجي ، وإليه تنسب الطائفة المرجئة ، وكان مناظرا للشافعي ويلحن ؛ لأنه كان لا يعرف النحو ، قال المسعودي : توفي سنة ٢١٩ ه ، وفي القاموس : مرّيسة بالتشديد كسكينة ، منها بشر بن غياث المتكلم.
(٢) هو محمد بن شبيب من الطبقة السابعة من طبقات المعتزلة ، أخذ عليه المعتزلة قوله بالإرجاء ، واعتذر عن ذلك بقوله : إنما وضعت هذا الكتاب في الإرجاء لأجلكم ، فأما غيركم فإني لا أقول فيه ذلك.
(٣) ذكر المهدي ـ عليهالسلام ـ أنه من أهل الطبقة العاشرة من طبقات المعتزلة قال : ومنهم الخالدي وكان يميل إلى الإرجاء وتشدد فيه وكذلك قال الحاكم أبو سعيد قال المهدي ـ عليهالسلام ـ : هو محمد بن إبراهيم بن شهاب وكان فقيها متكلما.
(٤) هو النعمان بن ثابت التيمي بالولاء ، الكوفي إمام الحنفية ، أحد الأئمة الأربعة عند أهل السنة ، ولد بالكوفة عام ٨٠ ه وكان يبيع الخز ويطلب العلم في صباه ، ثم انقطع للتدريس والإفتاء ، توفي عام ١٥٠ ه.