وقال (م بالله) (١) والإمام (٢) عز الدين (٣) وغيرهما من الآل : يجوز حصول العلم ضرورة لبعض الأنبياء ونحوهم ، ولعل من ذلك ما وقع لعيسى ـ عليهالسلام ـ حيث قال : (إِنِّي عَبْدُ اللهِ آتانِيَ الْكِتابَ) [مريم : ٣٠] وهو في تلك الحال ليس من أهل النظر
__________________
منصور ، ثم جال في البلدان وآل أمره إلى الرس إلى أن توفي سنة ٢٤٢ ه وفي اللآلي سنة ٢٤٦ ه ، وهو الصحيح ؛ لأن الهادي ولد قبل موته بسنة ، وولادة الهادي ـ عليهالسلام ـ سنة ٢٤٥ ه ، مؤلفاته ـ عليهالسلام ـ : كثيرة شهيرة ، ومعظمها في أصول الدين ، عسى الله أن يسهل نشرها ، وقد نشر محمد عمارة بعض رسائله في رسائل العدل والتوحيد.
(٢) الهادي : هو الإمام المجدد للدين أمير المؤمنين يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ـ عليهمالسلام ـ ، ولد سنة ٢٤٥ ه. انتشر فضله وظهر علمه وطار صيته ، خرج إلى اليمن مرتين ، وكان في جهاد واجتهاد طول حياته ، له المؤلفات العديدة التي عم نفعها ، وهو مؤسس المذهب الهادوي الزيدي ، وجعلت كتبه وأقواله أصولا يشرحها العلماء ويخرجون عليها الأحكام ، توفي ـ عليهالسلام ـ لعشر بقين من ذي الحجة سنة ٢٩٨ ه.
(١) هو أبو الحسين : الإمام المؤيد بالله أحمد بن الحسين بن هارون بن محمد الحسني الأملي ، كان بحرا لا ينزف ، قال في الطبقات : برّز في علم النحو واللغة وأحاط بعلوم القرآن والشعر ، وأنواع الفصاحة مع المعرفة التامة بعلم الحديث وعلله ، والجرح والتعديل ، وهو إمام علم الكلام وإمام أئمة الفقه ، وبالجملة فلم يبق علم من علوم الدنيا والدين إلا ضرب فيه بنصيب ، روى عن أبي العباس وقاضي القضاة وغيرهما ، وعنه السيد مانكديم ، والموفق بالله ، والقاضي يوسف وغيرهم ، ومن مصنفاته : شرح التجريد والبلغة والهوسميات والإفادة والزيادات والتفريعات في الفقه ، والتبصرة كتاب لطيف وكتاب إثبات النبوة ، وتعليق على شرح السيد مانكديم ، وإعجاز القرآن في الكلام ، والأمالي الصغرى ، وسياسة المريدين ، ولد بآمل طبرستان سنة ٣٣٣ ه وبويع له بالخلافة سنة ٣٨٠ ه وتوفي يوم عرفة سنة ٤١١ ه وصلى عليه السيد مانكديم ، ودفن بلنجا ، وهي قرية متفرعة من عباس أباد.
(٢) هو الإمام عز الدين بن الحسن ، ولد في ٩ / ١٠ / ٨٤٥ ه تقريبا ، ودعى في ٨٨٠ ه ، ونفذت أحكامه في مكة وما والاها ، ومن مؤلفاته : المعراج على المنهاج ، وشرح على البحر بلغ فيه إلى الحج ، ومختصر في النحو وغيرها.
(٣) لفظ المعراج للإمام عز الدين ـ عليهالسلام ـ بعد أن ساق أدلة الجمهور ، وأدلة الجمهور كما ترى من عدم القوّة ، فالأولى أن يحكم بأنه لا مانع من حصول العلم الضروري للأنبياء والأولياء ، ولا دليل على ثبوته لهم ، وهذا هو تحصيل مذهب السيد م بالله ، فإن الذي يحكي عنه أصحابنا جواز ذلك ، وهو الصحيح ، فأما الإمام (ي) فظاهر كلامه القطع بحصول ذلك لهم ، ولا دليل عليه ، وقد ذكر ابن متويه أن القول بأن المعرفة ضرورية في حق بعض المكلفين دون بعض خرق للإجماع ، فإنه منعقد على استواء حالهم في ذلك ، فمن قائل بأنها ضرورية في حق الجميع ، ومن قائل بأنها استدلالية مطلقا ، وإحداث قول ثالث خرق للإجماع ، وفيه نظر ، والصحيح : أن القول الثالث في مثل هذه الصورة لا يعد مصادما للإجماع لو سلمنا تقدم الإطباق على الإطلاقين قبله. تمت.