اعتمده الأمير الحسين ـ عليهالسلام ـ (١) والقرشي ، وقال قاضي القضاة (٢) : الفعل هو ما يحصل من قادر من الحوادث .. ، واعترضه السيد (٣) الإمام في الشرح ، وقال الإمام المهدي (٤) ـ عليهالسلام ـ : هو ما أثر في وجوده قادرية.
وحقيقة الفاعل : هو الذي وجد من جهته بعض ما كان قادرا عليه .. ، أفاده الأمير الحسين ـ عليهالسلام ـ والقرشي ، ثم قال : وقلنا بعض ؛ لأن الفاعل يكون فاعلا وإن لم توجد جميع مقدوراته ، انتهى.
__________________
(١) هو الأمير الحسين بن الأمير بدر الدين أحمد بن يحيى بن يحيى ، توفي حوالي ٦٦٣ ه ، وله مؤلفات : منها الشفاء (في السنة) ، والمدخل ، والذريعة ، والتقرير (فقه) ، وينابيع النصيحة ، وثمرة الأفكار وغيرها.
(٢) قاضي القضاة : عبد الجبار بن أحمد بن عبد الجبار الأسترآباذي المعتزلي ، أبو الحسن إذا أطلق القاضي في كتب العدلية فهو هذا ، وفي كتب الأشاعرة الباقلاني ، حدث عن أبي الحسن القطان والزبير بن عبد الواحد وآخرين ، وأخذ علم الكلام عن أبي عبد الله البصري ، وحدث عنه عبد السلام القزويني والموفق بالله الجرجاني ، وأخذ عنه علم الكلام الإمام المؤيد بالله ، وأبو عبد الله الحاكم والصاحب وآخرون ، وقال في تاريخ قزوين : وله أمالي كبيرة سمع منها بعضها بالري وبعضها بقزوين وتوفي بالري سنة ٤١٥ ه.
(٣) هو الإمام مانكديم المستظهر بالله أحمد بن الحسين بن أبي هاشم محمد ، دعى عام ٤١١ ه توفي نيف وعشرون وأربعمائة بالري ، ومعنى مانكديم : وجه القمر ، وله من المؤلفات شرح الأصول الخمسة.
(٤) المهدي أحمد بن يحيى المرتضى الحسني ينتهي نسبه إلى الإمام الهادي ـ عليهالسلام ـ ، قال السيد الحافظ : هو إمام الزيدية في كل فن ، وقال القاضي : ارتضع ثدي العلم ، وربي في حجر الحلم ، وقدره لا يحتاج إلى وصف واصف ، ومحله يغني عن تعريف عارف كما قال بعضهم : مهما باشرت علم الفقه وجدت الجم الغفير يغترفون من بحره ، وينتجعون من غيثه وزنينه ، فالدفاتر بعده وإن تعددت فشيخها أحمد ، أو عددت العلماء فهو واسطة عقدها المنضد ، أو خضت علم الكلام إلى الغايات وجدت من بعده يتداولون العبارات ، فكم من غائص في بحره قد التقط الدرر الفرائد ، وعاطل نحره قد حلاه بالجواهر واليواقيت والقلائد ، وسيرته مشهورة ، قال المقبلي : الإمام المهدي هو الذي أخرج مذهب الزيدية إلى حيز الوجود ، ولد بمدينة ذمار سنة ٧٩٣ ه ، ودعا إلى الله بعد موت الناصر صلاح الدين محمد بن علي ـ عليهالسلام ـ سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة ، إلا أنها لم تدم سوى شهور ، فقد حاربه الإمام علي بن صلاح ثم أسره وسجنه حوالي سبع سنين بصنعاء ، وقد تفرغ في سجنه للعلم فأفاد الأمة بمؤلفاته وتحقيقاته ، ولا تزال كتبه إلى الآن المصادر الأساسية للفقه الزيدي ، وقد جمع الإمام علم المتقدمين والمتأخرين ، ومؤلفاته تقدر بنيف وسبعين مؤلفا ، توفي الإمام ـ عليهالسلام ـ سنة ٨٤٠ ه وقبره بظفير حجة مشهور مزور ، ويوجد بمسجده مكتبة فيها كتب قيمة ، نسأل الله أن يهيئ لها من يخرجها إلى النور.