مر من أن العلم بأن صحة الفعل لا تكون إلا من قادر ضرورة ، انتهى.
(و) يجب (أن يختص القادر عليه بمزية ، تلك المزية هي التي عبّرنا عنها بكونه قادرا ، فإذا كان الله سبحانه قد صح منه من الأفعال ما يتعذر على غيره ثبت أنه تعالى قادر) وقال ابن حابس (١) رحمهالله : إن هذا ليس بقياس ، وإنما هو رجوع إلى كلية. انتهى.
ولا شك في إثبات صفة القادرية للقادر ، ومرجعها عند أئمتنا عليهمالسلام إلى ذات الباري جل وعلا ، وفي الشاهد إلى البنية المخصوصة.
واعلم : أنه يلزم المكلف أن يعلم أن الله تعالى قادر فيما لم يزل وفيما لا يزال ، ولا يجوز خروجه عن هذه الصفة في حال من الأحوال ، ويعلم أنه تعالى قادر على جميع أجناس المقدورات ، ومن كل جنس على ما لا يتناهى ، فلا تنحصر مقدوراته جل وعلا جنسا ولا عددا ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين.
__________________
(١) شمس الدين أحمد بن يحيى بن أحمد حابس ، توفي ـ رحمهالله ـ قبيل الفجر يوم الاثنين سنة ١٠٦١ ه.