قائدا ، وقد قال أمير المؤمنين علي ـ عليهالسلام ـ في صفة ملك الموت والعجز عن صفته : (فكيف يصح وصف الإله لمن عجز عن وصف مخلوق مثله ، إلى أن قال : هيهات من يعجز عن صفات ذي الهيئة والأدوات فهو عن صفات خالقه أعجز).
ومن كلام الحسن (١) ـ عليهالسلام ـ : أصف إلهي بما وصف به نفسه ، وأعرفه بما عرّف به نفسه ، لا يدرك بالحواس ولا يقاس بالناس .. ، وفي هذا الكلام إشارة إلى أنها توقيفية كما أشار إليه والده ـ عليهالسلام ـ من قبل.
واعلم أن الكلام في ذات الله تعالى على جهة المعرفة التفصيلية ، أو على وجه الإحاطة على حد علمه مما لا تدركه عقولنا ، قال القاسم ـ عليهالسلام ـ : وقد قال الله تعالى : (وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً) [طه : ١١٠](لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) [الشورى : ١١] وهذا مذهب علي ـ عليهالسلام ـ حيث قال في امتناع معرفته على العقول : (لم تحط به الأوهام ـ أي العقول ـ بل تجلّى لها بها وإليها حاكمها) ومعناه امتنع من العقول بمعرفة العقول بعجزها عن إدراكه والإحاطة به ، وإليها حاكمها : أي جعلها محكّمة في ذلك ؛ لأنه نزّلها منزلة الخصم المدعي ، والخصم لا يحكم إلا حيث يصح.
__________________
(١) هو السبط الأكبر ، الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب ـ عليهماالسلام ـ توفي وعمره ستة وأربعون سنة ٥٠ من الهجرة.