بديهي أن حضور أو غيبة الإمام الجسمانية في هذا المضمار ليس له أي تأثير ، والإمام عن طريق الباطن يتصل بالنفوس ويشرف عليها ، وإن بعد عن الأنظار وخفي عن الأبصار ، فإن وجوده لازم دائما ، وإن تأخر وقت ظهوره وإصلاحه للعالم.
الخاتمة :
البلاغ المعنوي للشيعة
البلاغ المعنوي للشيعة الموجه للناس كافة ، يتلخص عن كلمة واحدة وهي «اعرفوا الله» وبتعبير آخر ، اسلكوا طريق معرفة الله كي تسعدوا وتفلحوا ، وهذه هي العبارة التي قالها النبي الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم في بداية دعوته : «قولوا لا إله إلا الله تفلحوا».
كي يتضح هذا البلاغ نقول مجملا :
نحن البشر بحسب الطبع ، نهوى الكثير من شئون الحياة ، ولذائذها المادية ، كالأكل والشرب والألبسة الفاخرة ، والصور والمناظر الخلابة والزوجات الحسناوات والأصدقاء المخلصين ، والثروات الطائلة ، أما عن طريق القدرة والسياسة ، والمقام واتساع السلطة والحكومة ، أو القضاء على كل ما يخالف مأربنا.
ولكننا ندرك جيدا مع ما أوتينا من فطرة إلهية ، إن هذه الأمور واللذائذ كلها خلقت لأجل الإنسان ، لا أن الإنسان خلق لها ، ويجب أن تكون هذه في طلب الإنسان ، لا الإنسان يسعى في طلبها ، وإذا ما كان الهدف الغائي والنهائي هو الغريزة والشهوات فهذا هو منطق الحيوانات والأنعام ، وما القتل والفتك والإطاحة بسعادة