«ناصر الأطروش» وهو من نسل أخي زيد ، في خراسان ، وعلى أثر المطاردات التي قامت بها الدولة آنذاك ، اضطرّ أن يفرّ إلى مازندران ، ولم يكن أهالي هذه المنطقة قد اعتنقوا الإسلام ، وبعد دعوة دامت ثلاث عشرة سنة ، استطاع أن يدخل جمعا كثيرا في الإسلام ، فاعتنقوا مذهب «الزيديّة» ، واستطاع بعدها وبمساعدة هؤلاء أن يسيطر على ناحية طبرستان وصار فيهم إماما وقائدا ، واستخلفه من بعده أولاده ، يسوسون الناس في تلك الديار.
وتعتقد «الزيديّة» أن كل فاطمي ، وعالم ، وزاهد ، وشجاع ، وسخيّ ، يثور لإحقاق الحقّ يستطيع أن يكون إماما.
كانت الزيديّة في الابتداء مثل زيد ، تعتبر الخليفتين الأولين «أبو بكر وعمر» من الأئمة ، ولكن بعدها أسقط جماعة منهم اسم هذين الخليفتين من أسماء أئمتهم ، وابتدءوا بالإمام عليّ عليهالسلام.
وحسب ما يقال أن «الزيديّة» تتبع المعتزلة في الأصول ، وتوافق فقه «أبي حنيفة» في الفروع. وهناك اختلاف يسير بينهم في بعض المسائل.
الإسماعيلية وانشعاباتها
الباطنية : كان للإمام جعفر الصادق عليهالسلام وهو الإمام السادس للشيعة ولد يدعى «اسماعيل» وهو أكبر ولده ، توفي في زمن أبيه ، وشهد الأب وفاة ابنه ، وطلب الشهادة من حاكم المدينة أيضا على وفاة ولده ، إلا أن هناك فريق يعتقد بعدم وفاة اسماعيل ، وأنه اختار الغيبة ، وسوف يظهر ثانية وهو المهدي الموعود ، ويتضح