وأمر أن تعطى الهدايا والجوائز لكل من يأتي بحديث في مناقب سائر الصحابة والخلفاء ، وكانت النتيجة أن توضع أخبار كثيرة في مناقب الصحابة (١) ، وأمر أن يسبّ الإمام علي عليهالسلام في جميع الأقطار الإسلامية من على المنابر (وهذا الأمر كان ساريا حتى زمن عمر بن عبد العزيز الخليفة الأموي سنة ٩٩ ـ ١١٠ ه).
وقتل جماعة من خاصة شيعة علي عليهالسلام بواسطة عماله ، وكان بعضهم من الصحابة ، ورفعت رءوسهم على الرماح ، تنقل من بلد لآخر ، وأمر عامة الشيعة بسبّ علي عليهالسلام ، والتبري منه ، فكان القتل حليف من خالف وأبى (٢).
الأيام العصيبة التي مرّت على الشيعة
كان زمن حكومة معاوية بن أبي سفيان ، من أشدّ الأيام التي مرت على الشيعة والتي استمرت زهاء عشرين عاما ، ولم يكن الشيعة فيها بمأمن ، وكان أغلب رجال الشيعة يشار إليهم بالبنان. ولم تكن لدى الحسن والحسين عليهماالسلام ، اللذان عاصرا معاوية ، أدنى الوسائل تمكنهم من القيام ، وإنهاء الأوضاع المؤلمة. والإمام الحسين عليهالسلام عند ما نهض في الأشهر الأولى من حكومة يزيد ، استشهد هو ومن كان معه من الأولاد والأصحاب.
وبعض إخواننا أهل السنة يذهبون إلى التبرير والتأويل في سفك هذه الدماء الطاهرة ، وما شابهها من أعمال إجرامية ،
__________________
(١) النصائح الكافية ص ٧٢ ـ ٧٣.
(٢) النصائح الكافية ص ٥٨ ، ٦٤ ، ٧٧ ، ٧٨.