تأييد للأقوال السابقة
في أواخر أيام النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والتي قد مرض فيها ، بحضور جمع من الصحابة عنده ، قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم :
«هلموا أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا».
__________________
ـ بأحد عشر طريقا من العامة ، وسبعة طرق من الخاصة.
حديث الثقلين : عن زيد بن أرقم قال : قال رسول الله (ص) : «كأنّي قد دعيت فأجبت ، إنّي قد تركت فيكم الثقلين ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض». البداية والنهاية ج ٥ : ٢٠٩ ـ ذخائر العقبى صفحة ١٦ ـ الفصول المهمة صفحة ٢٢ ـ الخصائص صفحة ٣٠ ـ الصواعق المحرقة صفحة ١٤٧ ـ وقد نقل هذا الحديث في غاية المرام عن العامة والخاصة ، ٣٩ طريقا عن العامة ، و ٨٢ طريقا عن الخاصة.
وحديث الثقلين هذا يعتبر من الأحاديث القطعية ، وروي بأسانيد كثيرة وبعبارات مختلفة وأنه متّفق على صحته ، سنة وشيعة ، ويستفاد من الحديث المذكور ونظائره ، أمور منها :
١ ـ لو بقي القرآن بين الناس حتى قيام الساعة ، فالعترة باقية أيضا ، أي لا يخلو زمن من وجود إمام وقائد حقيقي للأمة.
٢ ـ لقد قدّم النبي (ص) عن طريق هاتين الأمانتين كل ما يحتاج إليه المسلمون من الناحية العلمية والدينية ، وعرّف أهل بيته مرجعا علميا ودينيا للأمة الإسلامية ، وأيّد أقوالهم وأعمالهم تأييدا مطلقا.
٣ ـ لا يفترق القرآن عن أهل البيت ، ولا يحق لمسلم أن يبتعد عنهم ، تاركا نهجهم وإرشادهم.
٤ ـ لو أطاع الناس أهل البيت ، وتمسّكوا بأقوالهم ، لن يضلّوا ، وسوف يكون الحقّ حليفا لهم.
٥ ـ كل ما يحتاج إليه الناس من علوم ومسائل دينية ، فهي موجودة لدى أهل البيت ، وكل من يتابع طريقهم ، لن يضل ولن يهلك ، وينال السعادة الحقيقة ، أي أن أهل البيت مصونون من الاشتباه والخطأ ، وبهذه القرينة ، يتّضح أن المراد من أهل البيت والعترة ، ليس كل أقرباء النبي (ص) وأولاده ، بل المراد عدة معدودة منهم ، وهم الذين قد نالوا المقام الاسمي من العلوم الدينيّة ، ولم يعتريهم الخطأ والنسيان ، كي تتوفر لديهم صلاحية القيادة للأمة ، وهم علي بن أبي طالب والأحد عشر من ولده ، فإن مقام الإمامة لهم ، الواحد بعد الآخر ، كما تشير الروايات إلى هذا المعنى.